نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 241
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 420)
قبر واحد ومنطقة رجم واحدة . على حين أن الجمرات ثلاث ، فما هو السبب في وجود الاثنين الآخرين . ثالثا : لو صحّت هذه القصة بكل تفاصيلها . فهي ممّا يؤيّد ما ذكرناه . فإنها تنتج أن النصب الذي يرميه الحجّاج هو رمز للخيانة . والخيانة في واقعها أحد مسببات الشيطان وأحد الأفعال المنحرفة للنفس الأمارة بالسوء . ومعه يكون الأنسب للذهن الواعي أن يخرجها من هذه الدائرة الضيقة ويجعلها رمزا للشيطان بكل منتوجاته وللنفس الأمارة بالسوء بكل أفعالها وإشكالها . ليكون رميها استنكارا لكل ذلك لا للخيانة وحدها . وعلى أيّ حال فتطبيق رمي الجمرات على قصة أبي رغال ممّا لا يصحّ . وإنما الوجه الصحيح والمشهور بين المسلمين هو ما ذكرناه من رمزيتها عن الشيطان . ويكون هو الجواب التام عن الوجه في تعدّد الجمرات وتعدّد الرمي . وحدّ منى ما بين وادي محسر وحجرة العقبة . ومن هنا نعلم أن وادي محسر أبعد عن مكة من منى وإنما يقع بينها وبين المزدلفة . وفي منى الذبح والمذبح ، وتمنع الحكومة الذبح خارج المذبح . وإن كان من الناحية الشرعية ، تعتبر كل منى مكانا مشروعا للذبح . هذا ، وقد رأينا الآن كما أشرنا فيما سبق ، أن المصادر تعتبر هذه المناطق الثلاث : منى والمزدلفة وعرفة من مكة أو بمكة . وتفسيره ما عرفناه أيضا من أنها داخلة في الحرم المكي . وإلَّا فهي عرفا مناطق مستقلة عن مدينة مكة وبيوتها بلا إشكال . وبهذا نكون قد انتهينا بالحديث عن مكة المكرمة . والآن ينبغي أن نتحدث عن المواقيت ثم عن المدينة ثم عن جدة ، ثم عن الحجاز ككل . لأننا أخذنا الحديث من المنطقة الأصغر إلى الأوسع على الرغم من أن الأسلوب المنهجي على خلافه . إلَّا أننا فضلنا أن نبدأ بالحديث عن أشرف هذه البقاع وهي الكعبة ، فاستمر الأمر كما نرى .
241
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 241