نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 238
ثعلب : هو من قولهم : منى اللَّه عليه الموت أي قدره لأن الهدي ينحر هنالك . وأمتني القوم وأمنوا : أتوا منى . قال ابني شميل لأن الكبش مني به أي ذبح . وقال ابن عيينة أخذ من المنايا . الجوهري منى مقصورة موضع بمكة . وهو مذكر يصرف . ومنى موضع آخر بنجد قيل إياه عنى لبيد بقوله : عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها أقول والظاهر : أنها بكسر الميم . وإن كان الضم ليس غلطا أيضا ، غير أنه يغيّر المادة المأخوذة منه . وهو التمنّي أو المنية بالضم . لأن اللَّه تعالى يعطي لعبده في هذا المكان مناه . ويؤيّده ما روي عن معاوية بن عمار [1] عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : إن جبرئيل أتى إبراهيم فقال : تمنّ يا إبراهيم . فكانت تسمّى منى . فسمّاها الناس منى . وعن محمد بن سنان [2] أن أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه : العلة التي من أجلها سمّيت منى منى : إن جبرئيل قال هناك : يا إبراهيم تمنّ على ربّك ما شئت . فتمنّى إبراهيم في نفسه أن يجعل اللَّه مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له . فأعطي مناه . وقال في الموسوعة الميسّرة عن منى : بلدة قريبة من مكة تبعد عنها بنحو ستة كم . وفيها مرمى الجمار ومذبح الهدي . وبها مسجد الخيف . وعلى مقربة منها غار كان يتعبّد فيه النبي صلَّى اللَّه عليه وآله أحيانا ونزلت عليه سورة المرسلات ، وسمّي غار المرسلات . ويقال : إن إبراهيم همّ في منى بذبح ابنه إسماعيل ، ولذا كانت موضع الذبح بالحج . أقول : وهي أقرب المواقع الثلاثة الرئيسية إلى مكة ثم المشعر الحرام ثم عرفة .