نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 237
وكلاهما حسن جميل . لأن جمعهم تقريب بعضهم من بعض . ومن ذلك سمّيت المزدلفة جمعا . أقول : ويؤيّد هذه المعاني ما ورد عن معاوية بن عمار [1] عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : في حديث إبراهيم عليه السّلام وإن جبرئيل عليه السّلام انتهى به إلى الموقف فأقام به حتى غربت الشمس ثم أفاض به . فقال : يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام . فسمّيت مزدلفة . وعن معاوية بن عمار [2] أيضا عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام : قال : إنما سمّيت مزدلفة لأنهم ازدلفوا إليها من عرفات . أقول : وهذا على معنى ذهبوا فيكون ازدلف يعني : ذهب . كما يكون بمعنى اجتمع وبمعنى قرب . وقد يكون مأخوذا أيضا من الزلفة أو الزلفى . لأنها مكان يحصل فيه العبد على الزلفى عند اللَّه عزّ وجلّ ، لو قبل حجه وأجزأت عبادته . كما يمكن له وجه آخر ، وهو أن يكون الازدلاف بأي معانيه إنما هو من ثواب الآخرة ، وليس على صعيد الأرض . وتقع بين منى وعرفات وفيها مسجد ، وحدودها من مأزمي عرفة إلى وادي محسر إلى الحياض . وقالوا [3] عن وادي محسر : إنه طريق ضيق بين سلسلتين من الجبال طوله نصف كيلو متر . ويقال : إنه بهذا الوادي نزل بأس اللَّه بأصحاب الفيل حينما جاؤوا لهدم الكعبة . فأرسل اللَّه عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول . منى قال ابن منظور : منى اللَّه الشيء قدره وبه سمّيت منى . ومنى بمكة يصرف ولا يصرف . سمّيت بذلك لما يمني فيها من الدماء أي يراق . قال
[1] علل الشرائع : ص 436 . [2] علل الشرائع : ص 436 . [3] انظر دليل الحاج المصوّر : ص 97 .
237
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 237