نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 229
أدري كيف هذا لأنه قد فرّق بين مكة وبين بكَّة في المعنى مع أن معنى البدل والمبدّل منه سواء . وقد وردت في الفرق بين مكة وبكَّة عدة أخبار : روي عن سعيد بن عبد اللَّه الأعرج [1] عن أبي عبد اللَّه قال : موضع البيت بكَّة والقرية مكة . وعن العرزمي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : إنما سمّيت مكة بكَّة لأن الناس يتباكون فيها . وعن عبد اللَّه بن سنان قال : سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام قال : لم سمّيت الكعبة بكَّة . فقال لبكاء الناس حولها وفيها . وعن الحلبي قال سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام : لم سمّيت مكة بكَّة ؟ قال : لأن الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالأيدي . وهذه الأخبار مختلفة في ما هو المسمّى بكَّة . وقد اختلف الناس في ذلك أيضا . والراجح هو أن بكَّة اسم للمنطقة التي فيها الكعبة . وأما ظاهر الروايات الأخرى فلها عدة تفسيرات : منها : إمكان تسمية نفس المنطقة مكة أيضا من باب تسمية البعض باسم الكل ومنها : أن سكوت الإمام عمّا في ذهن الراوي من تساويهما في المعنى ليس إقرارا له ليكون حجة لعدة وجوه : منها : أن المورد لغوي وليس حكما شرعيّا ليكتسب الحجيّة . ومنها : تغافل الإمام عليه السّلام عن ذلك عمدا لعدم أهميته في نظره . ومنها : ضعف إسناد كثير من هذه الأخبار . قالوا [2] : ويرجع تاريخ عمارتها إلى عهد إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السّلام سنة 1892 قبل الميلاد . وأول من بنى المساكن فيها حول الكعبة قصيّ بن كلاب . وهي الآن أعظم مدن الحجاز وأكثرها
[1] علل الشرائع : 397 وكذا ما بعده . [2] دليل الحاج المصوّر : ص 57 .
229
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 229