نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 209
على الحجاز في عهد يزيد بن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة . وأصاب الكعبة بالمنجنيق . فانهدمت وأحرقت كسوتها وبعض أخشابها . ثم انكشف عنها لموت يزيد . فرأى ابن الزبير أن يهدم الكعبة ويعيد بناءها فأتى لها بالجص النقي من اليمن وبناها به . وأدخل الحجر في البيت وألصق الباب بالأرض . وجعل قبالته بابا آخر ليدخل الناس من باب ويخرجوا من آخر . وجعل ارتفاع البيت سبعة وعشرين ذراعا . ولما فرغ من بنائها ضمخها بالمسك والعنبر داخلا وخارجا وكساها بالديباج . وكان فراغه من بنائها 17 رجب 64 هجرية . ثم لما تولَّى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث الحجاج بن يوسف قائده فحارب ابن الزبير حتى غلبه فقتله ودخل البيت . فأخبر عبد الملك بما أحدثه ابن الزبير في الكعبة . فأمره بإرجاعها إلى شكلها الأول . فهدم الحجاج من جانبها الشمالي ستة أذرع وشبرا . وبنى ذلك الجدار على أساس قريش . ورفع الباب الشرقي وسدّ الغربي . ثم كبس أرضها بالحجارة التي فضلت منها . ولما تولى السلطان سليمان العثماني الملك سنة ستين وتسعمائة غيّر سقفها . ولما تولى السلطان أحمد العثماني سنة إحدى وعشرين بعد الألف أحدث فيها ترميما . ولما حدث السيل العظيم سنة تسع وثلاثين بعد الألف هدم بعض حوائطها الشمالية والشرقية والغربية . فأمر السلطان مراد الرابع من ملوك آل عثمان بترميمها . ولم يزل ذلك حتى اليوم . يبقى عندنا سؤالان : تاريخي وفقهي : أما السؤال التاريخي : فهو أن إبراهيم عليه السّلام أين وجد الحجر الأسود ووضعه في محله . مع العلم أن الكعبة كانت مندرسة تماما . والحجر الأسود غير معلوم المحل ؟ وجواب ذلك بأحد وجهين : الوجه الأول : أن انهدام الكعبة لا يسبب أكثر من سقوط الحجر
209
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 209