responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 207


نعم بالنسبة إلى الميثاق . فإن الآية الكريمة إنما نصّت على أخذه من بني آدم ولم تذكر غيرهم . فهم الذين يحتاجون إلى تجديده دون غيرهم . إلَّا أن الاعتبار أولا . وهذه الرواية السابقة التي نصّت على أخذ الميثاق من الملائكة تدل ضمنا على أخذه من كل الخلقة العاقلة مهما وجدوا . فتجديد العهد يكون ضروريا لكل نسل .
ودلالة هذه الرواية على نزول الحجر لآدم عليه السّلام ، لا قبله . لا ينافي ما قلناه لعدة احتمالات :
أولا : يمكن أن ينزل الحجر على كل آدم يوجد على وجه الأرض وذريته .
ثانيا : يمكن أن يكون تعاهد الميثاق على طريقة أخرى في العهود أو الأوادم السابقين .
إلى غير ذلك من الاحتمالات .
وإذا غضضنا النظر عن ذلك ، واقتصرنا على بشريتنا هذه . بقي لدينا في أول من بنى الكعبة احتمالان :
الاحتمال الأول : ما نطقت به الروايات وأسنده ظاهر الآيات ، كما سنسمع من أن آدم عليه السّلام هو الذي بنى الكعبة بمعونة الملائكة . ولم يكن يحتاج في ذلك الحين إلَّا تسطير الصخر على شكل مكعب ، لا ضرورة إلى أن يكون عاليا جدا . بل لعله لا يزيد على متر واحد . والمهم أن مثل هذا البناء لا يضرّه المطر والرياح . ويكون الحجر الأسود ضمن هذه الصخور .
وظاهر قوله تعالى * ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ) * [ البقرة : 127 ] . أن القواعد كانت موجودة وأنها أزيل البناء الذي فوقها ، كنتيجة للطوفان أو غيره . وكانت وظيفة النبي إبراهيم عليه السّلام أن يرفع هذه القواعد أي يبني فوقها .
الاحتمال الثاني : أن أول من بنى البيت إبراهيم عليه السّلام نفسه إلَّا أن في هذا الاحتمال إلغاء لتلك الروايات المشار إليها . ويجب أن نفهم من

207

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست