نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 206
ذلك المكان بين الركن والباب . وفي ذلك المكان تراءى لآدم حين أخذ الميثاق . وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق . فلتلك العلَّة وضع في ذلك الركن . إلى أن قال : فلذلك اختاره اللَّه تعالى من بينهم وألقمه الميثاق . فهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق . أقول : وهذا يفسّر ما سمعناه من اعتبار الحجر الأسود . من الآيات البينات التي في البيت . بناء الكعبة يمكن أن نعرض فكرة احتمالية نستفيدها من عدة أمور : الأمر الأول : ما ورد من أن اللَّه تعالى خلق ألف ألف آدم وألف ألف عالم . وليس آدمنا هو الأول ولن يكون هو الأخير . الأمر الثاني : ما ورد من دحو الأرض من تحت البيت وأن البيت هو الأصل في خلقة الأرض . الأمر الثالث : قوله تعالى * ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ) * [ آل عمران : 96 ] . بحيث نفهم من ( الأول ) ما كان في أول الخلقة على وجه الأرض [1] . فينتج أن الكعبة بنيت من أول ذرية عاقلة وجدت على وجه الأرض . واستمرّت تتجدّد مرة بعد مرة ، والناس أعني جميع هؤلاء الذراري والعوالم المتعاقبة ، مأمورون بالخضوع للَّه عزّ وجلّ والتوجّه إليه ، بل وتجديد الميثاق من تلك المنطقة . ومعه يكون بناء الكعبة قديما يكاد أن يساوي عمر الأرض نفسها .
[1] - ويدل على ذلك قوله تعالى * ( عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ . وإسماعيل عليه السّلام كان طفلا رضيعا . في حين رفعا القواعد من البيت عند شبابه . ومع ذلك فإبراهيم عليه السّلام يأخذ وجود البيت مسلما .
206
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 206