responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 205


فأول من يبايعه ذلك الطير وهو واللَّه جبرئيل . وإلى ذلك المقام يسند ظهره وهو الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان لمن أدّى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ اللَّه ( به ) على العباد .
وأما القبلة والالتماس فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة وليؤدّوا إليه في ذلك العهد لذي أخذ عليهم في الميثاق .
فيأتونه في كل سنة وليؤدّوا إليه ذلك العهد . ألا ترى أنك تقول : أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة .
إلى أن يقول عليه السّلام : وأما علَّة ما أخرجه اللَّه من الجنة . فهل تدري ما كان الحجر ؟ قال : قلت لا . قال : كان ملكا من عظماء الملائكة عند اللَّه تعالى . فلما أخذ اللَّه من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقرّ ذلك الملك . فاتخذه اللَّه أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده . واستعبد الخلق أن يجدّدوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ اللَّه به عليهم . ثم جعله مع آدم في الجنة يذكَّره الميثاق ويجدّد عنده الإقرار في كل سنة .
فلما عصى آدم فأخرج من الجنة أنساه اللَّه العهد والميثاق الذي أخذ اللَّه عليه وعلى ولده لمحمد ووصيّه وجعله باهتا حيرانا . فلما تاب على آدم حوّل ذلك الملك في صورة درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض الهند فلما رآه أنس به وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة . فأنطقه اللَّه عزّ وجلّ فقال : يا آدم أتعرفني ؟ قال : لا . قال : أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربّك . وتحوّل إلى الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم .
فقال لآدم : أين العهد والميثاق ؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له . وقبّله وجدّد الإقرار بالعهد والميثاق .
ثم حوّله اللَّه تعالى إلى جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضيء فحمله آدم على عاتقه إجلالا له وتعظيما . فكان إذا أعيى حمله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة . فما زال يأنس به بمكة ويجدّد الإقرار له كل يوم وليله .
ثم إن اللَّه تعالى لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى

205

نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر    جلد : 2  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست