نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 169
ورفع القلم مفهوم إجمالا إلا أن بعض اختلاف تفسيراته تنعكس على التفاصيل الآتية فيما بعد . فيحسن بنا أن نفهم من الآن هذه التفسيرات : التفسير الأول : أننا نحتاج إلى تقدير مضاف ، فنقول رفع قلم التكليف ، فلا تكليف على الصبيّ والمجنون والنائم . التفسير الثاني : أننا نحتاج إلى تقرير مضاف ، وهو العقوبة ، فنقول : رفع قلم العقوبة عن هؤلاء . التفسير الثالث : أننا نقدر المسؤولية . فقد رفع قلم المسؤولية عن هؤلاء . التفسير الرابع : أننا نقدر المؤاخذة . فقد رفع قلم المؤاخذة عن هؤلاء . التفسير الخامس : أننا نقدر استحقاق العقاب ، فلا استحقاق للعقاب لهم . وهذه الوجوه كلها تشترك في الحاجة إلى تقدير مضاف . ومهما كان المرفوع فإنه يكون موضوعا مع ارتفاع المانع . حين يجري عليه القلم ، كما هو مضمون صحيحة عمار الساباطي . ولكننا ينبغي أن نلتفت إلى نكتتين : النكتة الأولى : أن العقل الإنساني له استحقاق ذاتي لتحمل المسؤولية والضلوع بالتكليف بصفته قابلا للإدراك والاستنتاج . وقد وردت في ذلك عدة أخبار . منها صحيحة محمد بن مسلم [1] عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما خلق اللَّه العقل استنطقه ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ، ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إليّ منك ولا أكملتك إلا