نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 170
فيمن أحبّ . أما إني وإياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب . والعقل متوفر في كل إنسان بحسب خلقته النوعية . ولذا يبدو لأول وهلة أنه يجب أن يكون كل إنسان مضطلعا بالمسؤولية ، ومتحملا للتكليف . وهذا صحيح تماما لولا وجود بعض الموانع التي لا بدّ منها . وهي الظروف التي يكون فيها العقل مغلقا غير منفتح أو قل : حين يتعذر استعماله والاستفادة منه ، وهي الحالات التي عددها في الرواية ، حالة الصبي وحالة المجنون وحالة النائم . فهؤلاء بحسب أصل خلقتهم ينبغي أن يكونوا مكلفين كسائر الناس ، إلا أن اللَّه تعالى كما ابتلاهم بالمانع ، رفع عنهم ما لم يطيقوه . لأن العقل هو الذي يطيق التكليف والمسؤولية فإذا ارتفع العقل لم يصبح ذلك ممكنا للفرد . ومن هنا جاء معنى الرفع ويعني أن شيئا ما كان يجب أن يوضع ولكنه رفع . ولا معنى للرفع قبل الوضع . وإنما كان يجب أن يوضع بحسب الخلقة الأصلية . وإنما رفع باعتبار المانع . فهذه هي النكتة الأولى . النكتة الثانية : والقلم هو أداة الكتابة . وطالما عرفتنا الشريعة وأعلمنا القرآن الكريم أن هناك في العالم الأعلى كتبا مكتوبة كاللوح المحفوظ وقوله تعالى * ( كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُه ُ الْمُقَرَّبُونَ ) * [ المطففين : 0 ( 2 ) 21 ] وقوله تعالى * ( يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ ) * . والقلم على شكلين ، على مقتضى القاعدة : قلم التكوين وقلم التشريع . فقلم التكوين هو القلم الذي يتم به تدبير خلقة العالم . أو قل : قلم التدبير والتقدير . ولا ربط له بالشريعة بشكل مباشر . وقلم التشريع هو الأحكام التشريعية المسجلة على كل عاقل مختار من الواجبات والمحرمات والمستحبات وغيرها وهي مسجلة لمصلحتنا ،
170
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 170