نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 159
لم تتم الرؤية ، بل لا حاجة للاستهلال أصلا . الصورة الرابعة : ما إذا بزغ الهلال في الليلة التاسعة والعشرين من أحد الشهور . فهذا يعني - كما قلنا - أن يوما من أول الشهر قد غفلنا عنه . ومن هنا نعلم أن الهلال في تلك الليلة السابقة من أوله ، كان الهلال بالحجم القابل للرؤية ، مع أن المفروض أن الرؤية لم تحصل وإلا لبنينا على بدء الشهر منها منذ ذلك الحين . إلى غير هذه الصور . الأمر الثاني : ذهب بعض أساتذتنا إلى أن الهلال ومن ثم : بدء الشهر يتم بحكم الحاكم الشرعي مع عدم العلم بالخطإ في مستند الحكم . كما لو اعتمد على شهود حسبهم عدولا وهم فساق . فإذا حكم الحاكم الشرعي ببدء الشهر ، كان ذلك كافيا لإثبات وجوده في المجتمع ، حسب الفتوى في اتحاد الآفاق أو اختلافها . وذهب سيدنا الأستاذ إلى نفي الحجية عن حكم الحاكم بهذا الخصوص . وهذا هو الصحيح . لأن وجود الهلال وعدمه من الشبهات الموضوعية لا من الشبهات الحكمية . والفقيه عمله وحجية كلامه إنما هو في الفتوى في الشبهات الحكمية دون الموضوعية . وإيضاحه مختصرا : أن الفقيه إن أفتى في حكم معين كان نافذا . كوجوب السورة بعد الفاتحة . أو وجوب التطهير من نجاسة البول ثلاثا . وأما إذا أفتانا الفقيه ، بأن هذا المائع خمر أو أنه خل . أو قال : إن هذا الثوب نجس أو طاهر أو إن هذه الدار فيها أربع غرف أو خمس . فهذا ونحوه إنما هو من ( الموضوعات ) في اصطلاح الفقهاء . ولا حجية لقول الفقيه في الموضوعات . ومن المعلوم أن وجود الهلال أو ولادته ، أمر تكويني وخلقي ، شأنه شأن عدد غرف الدار . فيكون من الموضوعات التي تخرج عن صلاحية حكم الفقيه .
159
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 159