نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 143
الظاهرة الكونية أي خروج القمر من المحاق واتخاذه حال الرؤية الشرعية ، فإن ذلك غير مربوط ببقاع الأرض ولا يمكن أن يتعدد بتعددها . قال : ومن هنا يظهر : أن ذهاب المشهور إلى اعتبار اتحاد البلدان في الأفق مبني على تخيل ارتباط خروج القمر عن ( تحت الشعاع ) ببقاع الأرض ، كارتباط طلوع الشمس وغروبها . إلا أنه لا صلة - كما عرفت - لخروج القمر عنه ببقعة دون أخرى . فإن حاله مع وجود الكرة الأرضية وعدمها سواء . أقول : مهما كان الاستدلال على تعدد الآفاق الذي ذهب إليه المشهور بقياس بزوغ القمر على بزوغ الشمس ، ساذجا وضحلا . ويكفي ما ذكره السيد الأستاذ في الجواب عليه . إلا أنه مع ذلك فإن ما ذكره لإثبات اتحاد الآفاق ، لا يكفي . لأنه لم يأت بجديد أكثر من التركيز على أن ولادة الهلال حادث تكويني يحدث بالنسبة إلى جميع الأرض مرة واحدة في الشهر ولا يمكن أن تتعدد . وهذه الحقيقة صحيحة إلا أنها لا تكفي لإثبات الشهر . وذلك لنقطة واحدة بسيطة ، وهي ضرورة وجود الهلال مولودا ولادة شرعية عند الغروب ، فقولنا ( عند الغروب ) أمر ضروري أهمله السيد الأستاذ . كان أول بلد يتحقق فيه ذلك ، يتحقق فيه الشهر أو بداية الشهر . وهذا لا يعني بأي شكل أن يكون الشهر متحققا في المنطقة السابقة عليه شرقا . لأن الكرة الأرضية تسير من الغرب إلى الشرق حول نفسها والقمر يسير من الشرق إلى الغرب . ومن المفروض أنه كان قبل قليل ضئيل الحجم غير قابل للرؤية ، يعني أن الولادة الشرعية لم تحصل . فكيف يبدأ الشهر في ذلك البلد . ولا أقل من احتمال ذلك . نعم ، في البلدان التي على غرب البلد التي حصلت فيه الولادة ،
143
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 143