نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 135
وهذا الاختلاف يحصل في كل شهر قمري ، إذ يكون القمر في كل شهر إلى جهة الميل مرة وفي المقابلة مرة ، وفي الجهة الوسطى مرتين مرة من هذا الجانب وأخرى من الجانب الآخر ، كل ذلك نتيجة لدورانه حول الأرض . وأما دوران الأرض حول نفسها ، فيسبب إشراق القمر - مهما كان حال نوره - تارة وغيابه أخرى . أو قل إشراقه وغيابه في كل يوم . وأما دوران الأرض حول الشمس ، فيسبب عدم إمكان ضبط اليوم المعين من الشهر القمري الذي يكون فيه القمر إلى جهة ميل الأرض أو إلى جهة أخرى . بل إن هذا أمر يختلف و ( يتحرك ) بالتدريج كما تتحركت الأشهر الشمسية في الأشهر القمرية ، كما هو واضح لمن لاحظهما . ولو كان القمر يكمل اثنا عشر دورة بالضبط حول الأرض في دورة واحدة كاملة للأرض حول الشمس . لقلَّت الصعوبة بل انعدمت . وأمكن تعيين زمن اقتراب القمر من ميل الأرض وابتعاده عنه خلال العام . إلا أن القمر يكمل اثني عشر دورة في حوالي 356 يوما ، على حين تكمل الأرض دورتها في حوالي 365 يوما . فالفرق تسعة أيام حيث يكون الشهر الجديد القمري قد مشى خطوات خلال السنة الشمسية الجديدة . والمهم الآن هو أن نلتفت إلى أن ميل الأرض إذا كان باتجاه القمر ، فإنه يبقى مشرقا في سماء القطب أكبر مدة ممكنة ، وتكون نقطتي إشراقه وغروبه متباعدة ، إلى حدّ قد يرسم الخط المتعامد عليهما زاوية قائمة [1] . أما إذا كان ميل الأرض متجها إلى الجهة المقابلة ، فوجود القمر فوق القطب سيكون قليلا في الزمان . وستكون نقطتي إشراقه وغروبه متقاربتان نسبيّا تماما كالشمس في الأيام القصيرة جدا هناك .
[1] هذا إنما يحدث في الأيام المتساوية أما في النهار الطويل فيبقى القمر طويلا بحيث يقطع مسافة ثلاثة أرباع دائرة الأفق أو نحوها . مما يعود بنا إلى القول بأن نقطة شروقه وغروبه متقاربتان .
135
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 135