نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 134
ونركز هذا السؤال عن وضع القمر في القطب الجغرافي ، يعني القطبين الشمالي والجنوبي . مع العلم أن مثل هذا السؤال لا وجود له ولا لجوابه في أي مصدر متوفر . وإنما ينبغي أن نفهمه من مجموع المعلومات التي لدينا . فإن الذي يؤثر في رؤية القمر هناك عدة أمور : الأمر الأول : دوران القمر حول الأرض . الأمر الثاني : دوران الأرض حول نفسها . الأمر الثالث : انحراف مركز الأرض بمقدار 5 و 23 . الأمر الذي يسبب الليل والنهار الطويلين كما شرحناهما في الفصل الخاص بذلك من كتاب الصلاة . الأمر الرابع : الجوّ الثلجي المضبب الذي لا يمكن فيه الرؤية إلا عدة أمتار فقط ، وخاصة في القطب الشمالي الذي هو أسوأ من هذه الناحية من الجنوبي . الأمر الذي يسبب عدم رؤية القمر ، بالمرة أو بمقدار متقطع ومتباعد في الزمان . والمهم من هذه الجهة أننا نطلع على محل وجوده نظريّا وإن لم يكن مرئيا عمليا . أو نطلع من أجل محاولة رؤيته أحيانا . وسنسمع أن له دخلا في تحديد أوقات الصلاة . والكلام ليس في الأيام المعتدلة نسبيّا في القطبين بل وحتى في الأيام القصيرة جدا أو الليالي القصيرة جدا . وإنما المهم الحديث عن حال القمر في الليل الطويل والنهار الطويل . وإن كان سيتضح كثير من هذه الأمور ، إلا أن ارتباطه بأوقات الصلاة يكون أوضح عند هذين الزمانين الطويلين . ومما لا شك فيه أن ميل الأرض أو قل : ميل القطب تارة يكون إلى جهة القمر وأخرى إلى الجهة المقابلة ، وأخرى إلى الجهة الوسطى ، حيث لا يكون له بالنسبة إلى القمر أي ميل .
134
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 134