نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 136
وهذا أمر ثابت أعني غير مختلف ولا متغير صيفا وشتاء ، أعني لا يتأثر باتجاه ميل الأرض إلى الشمس وابتعاده عنها . كل ما في الأمر أنه في الأشهر الصيفية قد يصبح ميل الأرض باتجاه القمر والشمس معا . وفي وقت آخر من الشهر القمري يكون موافقا أو متجها نحو الشمس ومضادا للقمر . وفي الأشهر الشتوية قد يكون ميل الأرض بعيد عن كل من الشمس والقمر ، وفي وقت آخر من الشهر يقترب القمر من ميل الأرض وتبقى الشمس بعيدة عنه وهكذا . وهنا أيضا ينبغي أن نلتفت أن الأشهر القمرية أو سير القمر في سماء القطب مما يحدث في الليل الطويل وفي النهار الطويل ، كما يحدث في الليل والنهار المتناوبين . ويمكن - إذا تيسّر - مراقبة القمر لمعرفة أول الشهر القمري وآخره . كما يمكن معرفة الليل والنهار بالتقريب عن طريق سير القمر . فإشراقه قرينة على وجود الليل في باقي مناطق الأرض وغيابه دليل وجود النهار في تلك المناطق . إلا أن هذا ليس دائما ، لوضوح أن القمر قد يوجد في السماء نهارا في المناطق الاعتيادية . ولكننا إذا عرفنا أنه متى يوجد نهارا في تلك المناطق ، استطعنا تذليل هذه الصعوبة في القطب . أن القمر في أول الشهر إلى حوالي عشرة أيام وأكثر يشرق نهار ويغيب ليلا . كل ما في الأمر أن إشراقه نقترب من الليل تدريجيا كلما مشى الشهر . فإذا توسطت أيام الشهر أصبح يشرق مع الغروب بدرا ويغيب مع الشروق . ثم يبدأ القمر بالإشراق بعد الغروب ، ويتأخر بالتدريج في النصف الثاني ، حتى يأتي عليه النهار وهو موجود في كبد السماء . إلى أن يصبح إشراقه في آخر الشهر قريبا من طلوع الشمس . وقل : إن الشمس والقمر يشرقان سوية .
136
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 136