نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 129
وهذا التفسير هو السائر والواضح في أذهانهم . إلا أنه واضح الفساد في عين الوقت : أولا : لأنه ليس في وجه القمر جبال عالية ، بحيث تعكس ظلالها على كيلو مترات مطوّلة وكثيرة من أرض القمر . وإنما يحتوي على وديان منبسطة وحفر واسعة كفوهات البراكين الخامدة . كما ثبت علميا ، نعم في القمر مرتفعات تسمى جبال ، ولكنها ليست كجبال الأرض وإنما هي بمنزلة الحدود لوديان القمر وفوهاته . وعلى أي حال ، فلا يمكن أن تكون ظلالها بهذا المقدار من السعة . ثانيا : أننا عرفنا فيما سبق أن القمر بدون جو ، الأمر الذي يسبب أن يكون الظلام فيه داكنا وإن كان قريبا من محل النور . ولا يمكن أن يكون النور منتشرا فيه كانتشاره في الأرض بحيث يكون بعضه مضيئا جدا وبعضه مضيئا قليلا ، وبعضه مظلما . ومن هنا ، كان اللازم أن تكون ظلال الجبال - لو وجدت - قاتمة تماما ، وليس فيها نور بالمقدار الذي نراه . ولأصبحت البقع سوداء تماما . فما الذي جعلها مضيئة إلى الدرجة القابلة للرؤية ؟ . ثالثا : مع التنزل عن الإشكالين السابقين . فلما ذا ترتبت هذه الجبال المفترضة ، بحيث أصبحت ظلالها تشبه وجه إنسان . ولم تكن على شكل آخر . رابعا : أن القمر يسير خلال الليل والأرض تسير في الدوران حول نفسها وحول الشمس . ومع ذلك لا يتغير ذلك الظل مع العلم أننا نرى الظلال على وجه الأرض تتحرك بسرعة نسبية من حين شروق الشمس إلى حين غروبها . فإن كان القمر قد اكتسب ضوءه من الشمس ، وكانت هذه البقع ناتجة منه ، لتحركت كأي ظل آخر عندما تتغيّر نسبة القمر إلى الشمس
129
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 129