نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 116
أوقات الليل والنهار على وجه الأرض . فقد يكون بعض المناطق في الليل وبعضها في نهار ، بل الأمر كذلك بكل تأكيد . وبعضها في فجر وبعضها في غروب . وليس هناك تحديد للمنطقة التي يولد فيها الهلال من الأرض . بل يختلف ذلك بين الأشهر بكل تأكيد . وهذا الميلاد لا يعني بدء الشهر القمري لمانعين مهمين : المانع الأول : أن وجه الأرض يختلف ، كما علمنا ، بين الليل والنهار . فإن بدأ الشهر بالولادة ، كان الشهر الجديد بادئا خلال النهار أو خلال الليل . وهذا لا معنى له عرفا ومتشرعيا . ولكنه ، ممكن عقلا وعلميا ، يعني بعلم الفلك الطبيعي ، بل هو متعين عندهم بغض النظر عن وقت الليل والنهار . مع إمكان جعل أول الشهر اليوم التالي من الناحية الظاهرية أو ( الرسمية ) . إلا أن سيرة العرف والمتشرعة على خلاف ذلك قطعا . المانع الثاني : أن القمر في أول ميلاده يكون دقيقا جدا بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة بالمرة ، والشرط الأساسي لبدء الشهر القمري هو تطوره وازدياد نوره إلى درجة يمكن فيها الرؤية بالعين المجردة . على أن تكون هذه الرؤية متحققة عند غروب الشمس . فنجعل أول الشهر في اليوم التالي . وهذا يترتب عليه أمران : الأمر الأول : أن الرؤية بالمناظير الفلكية ، عندما لا يكون حجم الهلال مناسبا للرؤية البصرية ، غير كافية في بدء الشهر القمري . وهذا لا يعني أنه ليس للمناظير أية فائدة في رؤية الهلال . بل سنشير إلى أن لها فوائد عديدة ، ولكنها يمكن اعتبارها ثانوية بالنسبة إلى الرؤية البصرية الأساسية .
116
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 116