نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 115
أمكننا أن نفسر منازل القمر وتغير نوره . إذ يكون الوجه الثابت تجاه الأرض متحركا تجاه الشمس ، أو يكون الوجه الثابت تجاه الشمس متحركا تجاه الأرض . مما يلزم من كلتا النظريتين أن نرى بعض نوره أحيانا وكله أحيانا وكل ظلامه أحيانا . ولو كان القمر يدور حول الأرض في سنة قمرية كاملة ، لأمكن القول بكلا الفكرتين . غير أن تفسير تغير نور القمر يبقى متعذرا طبيعيا ، لأنه يلزم عندئذ ، استمرار الوجه المظلم تجاه الأرض أو استمرار الوجه المضيء تجاهها . وكلاهما غير محتمل . نعم ، إذا أمكننا نسبة تغير النور إلى أسباب فوق الطبيعة ، فيرتفع الإشكال تماما . فيمكن الالتزام بكلا الفكرتين مع صحة تغير النور ، وأن دورته شهرية حول نفسه وحول الأرض . إلا أن كلَّا من الفلكيين والفقهاء يحاولون إبعاد هذا الاحتمال عن أذهانهم إبعادا كاملا . وقد علمنا من الفصل الذي عقدناه للخسوف والكسوف أن العلم التجريبي لا يقدم للإنسانية إلا الاحتمالات ، وأن النظرية مهما أصبحت واضحة وارتقت إلى درجة القانون ، فإنها ثابتة بالاحتمال وليس باليقين القاطع ، كالعلوم الرياضية . حتى ما كان مثل جاذبية الأرض وحركاتها . وقد حصلنا في ذلك الفصل على عدة موارد مجملة ومهملة من قبل المصادر الحديثة ، وأصبحت موردا للإشكال . الأمر الذي يجعل ظلال الشك منبسطة على كثير مما يقولون . الجهة الثانية : يبدأ الشهر القمري بوجود الهلال الأول مرة بعد المحاق عند غروب الشمس . ومعنى ذلك أن له شرطان أساسيان : الشرط الأول : أن يولد الهلال بعد المحاق . وهذه الولادة حادث كوني أو تكويني يحصل في نسبة القمر إلى الأرض . بغض النظر عن
115
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 115