نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 106
ويؤيد عدم جوازه الان تضاعف القوى المعادية للدين الإسلامي أضعافا مضاعفة ومن كل الجهات ، وقد أجازنا القرآن الكريم بالفرار إذا كان العدو أكثر من ضعف الجيش المجاهد * ( الآنَ خَفَّفَ ا للهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ ) * [ الأنفال : 66 ] . وأما إذا كان العدد أكثر فلا إشكال في جواز الفرار والمسالمة ووجوب التقية بل حرمة تعريض النفوس للتلف بلا مقابل . وللَّه في خلقه شؤون . ولا ينبغي أن ننسى أن أكثر أئمتنا المعصومين عليهم السلام ، عانوا من ظروف التقية والمسالمة والهدنة مع الآخرين الشيء الكثير بصبر عظيم وصدر رحب كريم . لا يستثنى من ذلك - بعد ولاية أمير المؤمنين عليه السلام - إلا ثورة الحسين عليه السلام . التي كانت لها مصالحها الخاصة التي لا يمكن القياس عليها أو استنتاج القاعدة العامة منها . والتي لا يصدّق فيها وفي أمثالها إلا المعصوم عليه السلام . والمهم أن الجهاد الإسلامي ، إذا لم يكن موجودا ، فلا حاجة إلى التعرض إلى أحكامه أو ولايته ، ولذلك أيضا سوف لن نتعرض لكتاب الجهاد الذي يذكره الفقهاء في مصادرهم القديمة أيضا . الجهة الخامسة : في أدلة التحليل . بعد أن عرفنا في الجهة الثالثة من هذا الفصل مقدار ملكيات الإمام عليه السلام وسعة ولايته ، نريد أن نعرف ما هو المأذون لنا أن نتصرف فيه كمسلمين موالين للأئمة سلام اللَّه عليهم . فقد ثبت فقهيا جواز التصرف في بعض تلك الملكيات العامة ، كما يلي : أولا : من أحيى أرضا فهي له . كما ورد في الروايات المعتبرة . وقد سمعنا في رواية أبي خالد الكابلي ما يشبه ذلك . إلا أنه أمر بدفع خراج
106
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 106