نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 398
منه قريبا فقلت : يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما قلت ثم استثنيت ، فما أردت بذلك ؟ فقال : إن الحرب خدعة . وأنا عند المؤمنين غير كذوب . فأردت أن أحرض أصحابي عليهم كيلا يفشلوا ولكي يطمعوا فيهم . فافهم فإنك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء اللَّه تعالى . واعلم أن اللَّه عزّ وجلّ قال لموسى عليه السلام حيث أرسله إلى فرعون * ( فَقُولا لَه ُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّه ُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) * [ طه : 44 ] . ولقد علم أنه لا يتذكر ولا يخشى . ولكن ليكون ذلك أحرض لموسى على الذهاب . ولنا على هذه الرواية بعض الملاحظات : أولا : أن هذه الرواية لا تحتوي على كذب . أما كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، فلأنه ترج أناطه بمشيئة اللَّه سبحانه . وأما الآية الكريمة * ( لَعَلَّه ُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) * . فلأنه ( ترجّ ) باصطلاح علوم البلاغة . والترجي من الإنشاء والإنشاء لا كذب فيه . وإنما الكذب والصدق من خصائص الخبر دون الإنشاء . كما هو موضح في محله . ثانيا : أن قوله تعالى * ( لَعَلَّه ُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) * لعل السبب الرئيسي له هو إقامة الحجة على فرعون لأنه بدونها سوف لن يثبت أنه معاند وكافر . والرواية تذكر سببا آخر وهو تحريض موسى عليه السلام وترغيبه بالذهاب إلى مهام النبوة . ولا يوجد هناك تناف بين السببين ، فإن الحكمة الإلهية ، قد تستهدف بالعمل الواحد عدة أهداف صحيحة ونافذة في نفس الوقت . التسليح قال اللَّه سبحانه * ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِه ِ عَدُوَّ ا للهِ وَعَدُوَّكُمْ ) * [ الأنفال : 60 ] . وفيها : أولا : أن إعداد السلاح يجب أن يكون بأقصى الاستطاعة والقدرة .
398
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 398