نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 331
إسم الكتاب : ما وراء الفقه ( عدد الصفحات : 420)
الحج . من حيث إن التمتع والإفراد ينعقدان بالتلبية بالخصوص . والقران ينعقد بالسببين الآخرين . وهذا واضح فقهيّا . بحيث لو قيل إن الصحيحة تدل على التغيير بين الثلاثة ، كان هذا الوضوح بمنزلة القرينة المتصلة لصرف هذا الظهور . فالآن علينا أن نفسّر هذه الأسباب الثلاثة لانعقاد الإحرام تفسيرا جيدا حسب الإمكان . والتلبية وإن تحدثنا عنها أكثر من مرة ، إلَّا أن جانبها اللغوي لم نذكر منه إلى الآن شيئا ، فنقصر هنا عليه . التلبية قال في العروة الوثقى [1] : و ( لبيك ) مصدر منصوب بفعل مقدر أي ألب لك إلبابا بعد إلباب أو لبا بعد لبّ . أي إقامة بعد إقامة من لبّ بالمكان أو ألبّ أي أقام . والأولى كونه من لبّ . وعلى هذا فأصله ( لبين لك ) فحذف اللام وأضيف إلى الكاف . فحذف النون . وحاصل معناه : إجابتين لك . وربما يحتمل أن يكون من ( لبّ ) بمعنى واجه . يقال : ( داري تلبّ دارك ) أي تواجهها . فمعناه مواجهتي وقصدي لك . وأما احتمال كونه من ( لبّ الشيء ) أي خالصة . فيكون بمعنى إخلاصي لك فبعيد . كما أن القول بأنه كلمة مفردة نظير على ولدي . فأضيف إلى الكاف ، فقلبت ألفه لا وجه له . لأن ( على ) و ( لدى ) إذا أضيفا إلى الظاهر يقال فيهما بالألف كعلي زيد . ولدى زيد . وليس لبي كذلك . فإنه يقال : ( لبيّ زيد ) بالباء . انتهى . وأما في لسان العرب مادة ( لبب ) فأخذها مفصلة حيث قال : وقولهم لبيك ولبية منه ( يعني من لبّ بالمكان إذا أقام به ) أي لزوما لطاعته وفي الصحاح أي أنا مقيم على طاعته . قال : < شعر > إنك لو دعوتني ودوني < / شعر >