نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 236
عبد اللَّه عليه السّلام عن عرفات لم سمّيت عرفات ؟ فقال : إن جبرئيل عليه السّلام خرج بإبراهيم صلوات اللَّه عليه يوم عرفة . فلما زالت الشمس . قال له جبرئيل : يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك . فسمّيت عرفات لقول جبرئيل : اعترف فاعترف . ويقع في عرفة مسجد نمرة . وهو مسجد كبير له خمسة أبواب ، وأمام أحد أبوابه بئر وسبيل يستسقي منهما الحجاج . وطوله تسعون مترا وعرضه ثمانون مترا ويسمّى مسجد عرفة أو جامع إبراهيم . ويرجع إنشاؤه إلى العقد الخامس بعد المائة . يعني بضع ومائة وخمسين هجرية . وأبوابه على ضلع واحد للمسجد ، وتقع في الزاوية على يمين الداخل منارة . وكان فيما سبق مكشوفا كله ، ولكنه اليوم مسقوف كله وبناؤه مرتفع وجيد ، بمقتضى التجديد الذي حصل له . وحدود عرفة : عرفة وثوية وذو المجاز والأراك ونمرة بطن عرفة . ومن هنا نعرف أن مسجد نمرة ليس في عرفة بالضبط . بل في حدودها . ويكون المكث فيه خلال المكث الواجب مشكلا شرعا . المشعر الحرام ويسمّى المزدلفة وجمع أيضا وإياه قصدت الآية الكريمة * ( فَاذْكُرُوا ا للهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ ) * [ البقرة : 198 ] . قال ابن منظور : المشعر المعلم والمتعبد من متعبداته والمشاعر المعالم التي ندب اللَّه إليها وأمر بالقيام عليها ، ومنه يسمّى المشعر الحرام لأنه معلم للعبادة وموضع . ولا يكادون يقولونه بغير الألف واللام . وقال عن المزدلفة : موضع بمكة ، قيل سمّيت بذلك لاقتراب الناس إلى منى بعد الإفاضة من عرفات . قال ابن سيده : لا أدري كيف هذا . وأزلفه الشيء صار جميعه حكاه الزجاج عن أبي عبيدة . قال أبو عبيدة : ومزدلفة من ذلك . وقوله تعالى * ( وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الآخَرِينَ ) * [ الشعراء : 64 ] . معنى أزلفنا جمعنا . وقيل : قربنا الآخرين من الغرق وهم أصحاب فرعون .
236
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 236