نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 235
عرفات بمنزلة أبانين وبمنزلة جمع . ولو كانت نكرة لكانت إذن عرفات في غير موضع . قيل : سمّي عرفة لأن الناس يتعارفون به . وقيل سمّي عرفة لأن جبريل عليه السّلام طاف بإبراهيم عليه السّلام فكان يريه المشاهد . فيقول له : أعرفت أعرفت . فيقول إبراهيم : عرفت عرفت . وقيل : لأن آدم صلَّى اللَّه على نبينا وعليه وسلَّم : لما هبط من الجنة ، وكان فراقه حواء ما كان فلقيها في ذلك الموضع ، عرفها وعرفته . والتعريف الوقوف بعرفات . وعرّف القوم وقفوا بعرفة . قال الجوهري : وعرفات موضع بمنى . وهو اسم في لفظ الجمع فلا يجمع . قال الفرّاء : ولا واحد له بصحة . وقول الناس : نزلنا بعرفة ، شبيه بمولَّد وليس بعربي محض . وهي معرفة وإن كان جمعا . لأن الأماكن لا تزول فصار كالشئ الواحد . قال تعالى * ( فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ ) * [ البقرة : 198 ] . قال الأخفش إنما صرفت لأن التاء صارت بمنزلة الياء والواو في مسلمين ومسلمون ، لأنه تذكيره وصار التنوين بمنزلة النون . فلما سمّي به ترك على حاله ، كما ترك مسلمون إذا سمّي به على حاله . وكذلك القول في أذرعات وكانات وعريتنات . وقال عنها في الموسوعة العربية الميسّرة : جبل جرانيتي بالحجاز يقع غرب مكة بنحو 10 كم . وفي الجهة الشمالية من هذا الجبل صخرة مرتفعة تسمّى جبل الرحمة . وفي سفحها الجنوبي خطب الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله خطبة الوداع المشهورة . أقول : قد سمعنا فيما سبق أن عرفة تبعد عن مكة حوالي 25 كيلو متر وليس كما قال . وقد ورد في سبب تسميتها عن معاوية بن عمار [1] قال : سألت أبا