نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 204
يقترب منها . بل هي لصيقة فيه تماما . أما الحجر الأسود فواضح . وأما حجر إسماعيل فهو لصيق فيه لأنه يقع بين البيت والحطيم . فأحد حدوده الرئيسية هو البيت نفسه . وكذلك مقام إبراهيم ، بناء على ما هو الصحيح والمروي ، كما سيأتي من أن مقام إبراهيم لصيق بالبيت وليس منفصلا عنه . وأما بالنسبة إلى الآيات المعنوية ، فكل ما نسب إلى المسجد الحرام من الآيات ، فالكعبة أولى بها . لأنها الجزء الأهم منه . واختصاصها بأمور لا تتحقق إلَّا بها ، من المسلَّمات ، كالطواف حولها ودخولها ، وما يترتّب على ذلك من الثواب . الحجر الأسود عن حريز بن عبد اللَّه [1] - عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام : قال : كان الحجر الأسود أشد بياضا من اللبن . فلو لا ما مسّه من أرجاس الجاهلية ما مسّه ذو عاهة إلَّا بريء . وعن بكير بن أعين [2] قال : سألت أبا عبد اللَّه عليه السّلام لأي علَّة وضع اللَّه الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ؟ ولأي علَّة يقبّل . ولأي علة أخرج من الجنة ؟ ولأي علة وضع فيه ميثاق العباد والعهد ولم يوضع في غيره ؟ وكيف السبب في ذلك تخبرني جعلت فداك فإن تفكَّري فيه لعجب ؟ قال : فقال : سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت ، فافهم وفرغ قلبك وأصغ سمعك أخبرك إن شاء اللَّه . إن اللَّه تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهو جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق . وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم حين أخذ اللَّه عليهم الميثاق في ذلك المكان . وفي ذلك المكان تراءى لهم ربهم . ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم