نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 203
فقال : لا قد كان قبله بيوت . ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا . فيه الهدى والرحمة والبركة . وأول من بناه إبراهيم ثم بناه قوم من العرب من جرهم . ثم هدم فبنته العمالقة . ثم هدم فبناه قريش . وعن الإمام الباقر عليه السّلام : لما أراد اللَّه أن يخلق الأرض إلى أن قال : ثم دحا الأرض من تحته ، وهو قول اللَّه * ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) * . فأول بقعة خلقت من الأرض الكعبة ثم مدّت الأرض منها . معنى الآيات البينات عن الكافي وتفسير العياشي عن الصادق عليه السّلام في قوله تعالى : * ( فِيه ِ آياتٌ بَيِّناتٌ ) * [ آل عمران : 97 ] : أنه سئل ما هذه الآيات البينات ؟ . قال : مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه . والحجر الأسود ومنزل إسماعيل . أقول : ويمكن أن يستفاد من الآية الكريمة كون الآيات معنوية إلى جنب هذه الآيات المادية ، وهي بينة لمن يصله عطاؤها ، ولمن تنفتح بصيرته . ولا يعلمها إلَّا اللَّه سبحانه والعبد الذي يعطاها . وهي بالطبع تختلف من فرد إلى فرد كل حسب استحقاقه عددا وأهمية . وأول مراتب أسبابها في قبول الحج أو العمرة . وأول مراتب أسباب القبول هو الإخلاص في إنجازها . والضمير في قوله تعالى * ( فِيه ِ ) * : إذا كان راجعا للمسجد الحرام الذي فيه الكعبة . فلا إشكال لأن كل تلك الأمور موجودة فيه . وإن كان راجعا إلى الكعبة نفسها ، كما هو الظاهر لأنه تعالى يقول * ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ ، فِيه ِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ ) * [ آل عمران : 96 ، 97 ] . والبيت هو الكعبة وليس المسجد ، وعليه تكون هذه الآيات المعدودة في الرواية قريبة من البيت إلى حد قد تعتبر جزءا منه . والذي يقترب منه
203
نام کتاب : ما وراء الفقه نویسنده : السيد محمد الصدر جلد : 2 صفحه : 203