القول في النقد والنسيئة [1] ينقسم البيع باعتبار التقديم والتأخير في أحد العوضين إلى أربعة أقسام : بيع الحاضر بالحاضر سواء كانا كليين أم شخصيّين وهو النقد ، وبيع المؤجّل بالمؤجّل - وهما لا محالة كلَّيان - وهو بيع الكالي بالكالي ، وبيع الحاضر بالثمن المؤجّل - سواء كان الحاضر كلَّيا أم شخصيّا - وهو بيع النسية ، وبيع المؤجّل بالحاضر وهو السلم . واعلم أوّلا : أنّ عنوان بيع الكالي بالكالي ليس في الأخبار على ما حكي ، ولو فرض وجود بيع الدين بالدين فيها لكان الظاهر من هذا العنوان هو الدين الذي ثبت عنوان دينيّته مع قطع النظر عن هذا البيع ، فينحصر فرده في ما هو صحيح بالاتّفاق من بيع دين ثابت للبائع في ذمّة شخص من ذلك الشخص بإزاء دين ثابت لهذا الشخص على ذمّة ثالث ، وعلى فرض صدقه على الدين الذي ثبت دينيّته بهذا البيع لم يكن وجه لتخصيصه بصورة التأجيل ، وذلك لصدق الدين على الثابت في الذمّة من غير فرق بين تعجيله وتأجيله ، ألا ترى أنّ الدين عند حلول أجله دين ولا ينتفي عنه موضوع الدينيّة ؟
[1] - كان هذا البحث في نسخة المؤلَّف - دام ظلَّه - كمتاجر الشيخ الأنصاري - رحمه اللَّه - بعد بحث الخيارات فلا تغفل .