نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 6 صفحه : 258
السيد المسيح وعلي بن أبي طالب : جيء للسيد المسيح عليه السّلام بزانية ليرجمها ، فقال لمن أتى بها : من كان منكم بريئا فليرمها بحجر . وجاءت امرأة إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فأقرت عنده على نفسها بالزنا أربع مرات ، وطلبت منه أن يطهرها بالرجم ، فأمر مناديه أن ينادي بالناس ، فلما اجتمعوا حفر لها حفرة ، ثم وضع إصبعه في أذنيه ، ونادى بأعلى صوته : أيها الناس لا يقم الحد من كان للَّه عليه حد ، فمن كان للَّه عليه مثل ما على هذه المرأة فلا يقيم عليها الحد ، فانصرف الناس ، ما عدا الإمام وولديه : الحسن والحسين عليهم السّلام . اقترفت هذه المرأة ما اقترفت ، لأنها إنسان ، وكلنا أبناء لآدم يقترف الذنوب والخطايا . وقد رجعت هذه المرأة إلى ربها وضميرها تائبة آئبة ، وطلبت من الإمام أن يطهرها ، كي تلقى اللَّه سبحانه مطهرة من الأنجاس والأرجاس ، فهي إذن ، خير ألف مرة من الذين يصرون على الكبائر ، ويظهرون أمام الناس بمظهر الأتقياء والأبرياء ، فكيف يرميها بحجر من هي أشرف منه وأفضل ؟ وهل يطهر الدنس بما هو أشد منه رجسا وقذارة ؟ ومهما يكن ، فقد قال بعض الفقهاء : لا يرمي الزاني والزانية بحجر إلَّا المطهرون ، وذهب الأكثرون إلى أن هذا ليس بشرط ، بخاصة مع التعذر وعدم الإمكان . ويستحب أن يشهد الرجم طائفة من الناس ، لأجل الردع والزجر ، ولقوله تعالى في الآية 2 من سورة النور : * ( ولْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) * . إما الشهود والحاكم الذي حكم بالرجم فيجب حضورهم ، حيث أفتى أكثر
258
نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 6 صفحه : 258