نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 2 صفحه : 45
حيث كان عيد الأضحى في مصر يوم الاثنين ، وفي السعودية يوم الثلاثاء ، وفي بومباي يوم الأربعاء ، مع العلم بأن الجميع من السنة . واذن ، ليست المسألة مسألة اختلاف بين الطوائف والمذاهب ، بل مسألة ثقة وعدم الثقة بمدعي الرؤية . وغفلة عن هذه الحقيقة شاع ، وتردد على ألسن كثيرين هذا التساؤل : لما ذا لا يتفادى المسلمون هذه الفوضى ، وهذا الاختلاف - وان لم يكن طائفيا - يتفادونه بالرجوع إلى العلم ، وأقوال الفلكيين الذين يولدون الهلال ؟ . وأيضا شاع الجواب عن هذا التساؤل بين الشيوخ أو بعضهم بأن الشرع الذي أمرنا بالصوم قد أمرنا أيضا أن نفطر للرؤية ، والذي يفهمه الناس من الرؤية ، بخاصة في عهد الرسالة ، هي البصرية لا الرؤية العلمية ، ومقتضى ذلك أن لا نعتني بغيرها مهما كان ، ويكون . وعندي أن هذا السؤال لا يتجه من الأساس ، وكذلك الجواب الذي بني عليه ، لأن المبني على الفاسد فاسد مثله ، وإليك البيان : لقد اتفق المسلمون كافة على أن أحكام اللَّه سبحانه يجب امتثالها وطاعتها بطريق العلم ، ولا يجوز الركون إلى الظن ، ما وجدنا إلى العلم سبيلا ، لأن الظن لا يغني عن الحق شيئا ، أجل ، نلجأ إلى الظن المعتبر الذي نص الشرع عليه ، كالظن الحاصل من البينة وما إليها ، نلجأ إلى هذا الظن حيث لا طريق إلى العلم إطلاقا ، وإذا جاز الركون إلى البينة المفيدة للظن فبالأولى أن يجوز العمل بالعلم ، بل هو المتعين مع إمكانه . وعليه ، فمتى حصل العلم من أقوال الفلكيين وجب على كل من علم بصدقهم أن يعمل بأقوالهم ، ولا يجوز له إطلاقا الأخذ بشهادة الشهود ، ولا بحكم الحاكم ، ولا بشيء يخالف علمه .
45
نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 2 صفحه : 45