نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 2 صفحه : 46
وتقول : ان قول الشارع : « صوموا للرؤية ، وأفطروا للرؤية » يدل على ان العلم الذي يجب اتباعه في ثبوت الهلال هو خصوص العلم الناشئ من الرؤية البصرية لا العلم من أي سبب حصل . ونقول في الجواب : ان العلم حجة من أي سبب تولد ، وليس للشارع ، ولا لغير الشارع أن يفرق بين أسبابه ، لأن حجّية العلم ذاتية ، وغير مكتسبة ، وليس لأحد أيا كان أن يلغيها ، أو يتصرف بها بالتقليم والتعديل . أجل ، للشارع أن يعتبر العلم جزءا من موضوعات أحكامه - كما تقرر في الأصول - ولكن الذي نحن فيه أجنبي عن ذلك ، لأن الشارع انما اعتبر الرؤية كوسيلة للعلم بالهلال ، لا كغاية في نفسها ، كما هو الشأن في كل طريق مجهول لمعرفة الأحكام ، وبكلمة أن اسم الطريق يدل عليه . بقي شيء واحد ، وهو أن أقوال الفلكيين ، هل تفيد العلم القاطع لكل شبهة ، تماما كما تفيد الرؤية البصرية ، أو لا ؟ ويعرف الجواب عن ذلك مما قدمنا من ان المسألة تختلف باختلاف الأشخاص ، تماما كمسألة الثقة بمن يدعي الرؤية ، وبقول الطبيب إذا أخبر بالضرر ، أو عدمه ، فمن حصل له العلم من أقوال الفلكيين وجب عليه اتباعهم ، ولا يجوز له الأخذ بالبينة ، ولا بحكم الحاكم ، ولا بغيرهما مما يخالف علمه ويقينه ، والا فلا طريق إلَّا الطرق الشرعية الأخرى التي ذكرناها من البينة وما إليها . ومهما يكن ، فإن لنا ولغيرنا أن نقول : ان كلام الفلكيين حتى الآن مبني على التقريب ، لا على التحقيق بدليل اختلافهم ، وتضارب أقوالهم في تعيين الليلة التي يتولد فيها الهلال ، وفي ساعة ميلاده ، وفي مدة بقائه . ومتى جاء الزمن الذي تتوافر فيه للعلماء أسباب المعرفة الدقيقة الكافية ، بحيث تصبح كلمتهم واحدة في التوليد ، ويتكرر
46
نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 2 صفحه : 46