نام کتاب : فقه الإمام جعفر الصادق ( ع ) نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 2 صفحه : 260
3 - قتال الفئة الباغية من المسلمين على العادلة منهم ، فإذا اقتتلت طائفتان مسلمتان فعلى الوجوه والعقلاء أن يصلحوا ذات البين بالعدل ، فان رجعت الفئة الباغية إلى طاعة اللَّه ، وترك القتال كان خيرا ، وإن أبت إلَّا القتال ظالمة للأخرى ، ومعتدية عليها ، وجب قتال الظالم ، ومناصرة المظلوم . قال تعالى : * ( وإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ الله فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وأَقْسِطُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) * [1] . وقد وضعت هذه الآية الكريمة الأساس الصحيح للفصل بين الفئتين أو الدولتين المتقاتلتين . وذلك أن تعمل فئة ثالثة غير منحازة لجمع الشمل وحقن الدماء بالمفاوضات السليمة بين الطرفين ، وإنهاء النزاع بالحق والعدل ، فإذا أصرت إحداهما على البغي والعدوان وجب ردعها بقوة السلاح . ولم تصل الأمم المتحدة بعد إلى هذا رغم أنّها في عصر الحضارة والتقدم ، وما زال المفكرون المنصفون يطالبون أن تكون لهذه الأمم قوة مانعة رادعة عن الظلم والعدوان ، ولكنها ، حتى الآن مجرد حلم وأمنية . ونحن الآن في سنة 1965 ، والحرب تقوم ، ولا تقعد في فيتنام الشمالية ، وقد كتبت هذه الكلمات بعد أن قرأت في الصحف أن 200 طائرة أمريكية تواصل غاراتها العدوانية على فيتنام ليل نهار ، وتدمر المنشآت والمقدرات ، وتقتل النساء والأطفال بمرأى ومسمع الأمم المتحدة دون أن تحرك ساكنا ، حتى كأن شيء لم يكن . وسنعقد فصلا خاصا لقتال أهل البغي وقطاع الطريق .