نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 318
من شرعه صلى الله عليه وآله مع ما نطق به القرآن في قوله تعالى : " كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية " [1] . مسألة : عن قول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : " قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " [2] . فإن كان المراد بجميع ( كذا ) قرباه فبقي على العموم وإن كان فيهم الكفار والضلال والفساق والفجار ومن يجب ذمه والبراءة منه ، و مثل هؤلاء لا يسأل النبي الأمة مودتهم ، وإن كان المراد بذلك الأئمة عليهم السلام فإن الإمام إذا ثبتت إمامته وجبت طاعته ولزمت مودته ، فلا حاجة إلى هذا الأجر فما الكلام في ذلك . الجواب : المراد بذلك مودة ذوي القربى الذين تجب طاعتهم ، وليس إذا علمنا وجوب طاعتهم بالإمامة ومحبتهم علينا [3] لا يجوز أن تجب علينا محبتهم وقد قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " [4] وإن كنا علمنا وجوب طاعة الله ورسوله بالعقل والعلم المعجز . وليس يمتنع أن يكون المراد جميع أهل البيت وأنه تجب علينا محبتهم و مودتهم لمكان نسبهم وإن وجب علينا أن نبغضهم لمكان فسقهم وعندنا تجتمع المحبة في شخص واحد على إيمانه وطاعته مع البغض له على فسقه ومعاصيه و إنما يخالف فيه أصحاب الوعيد من المعتزلة وغيرهم [5] . مسألة : عن قوله تعالى : " الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص " [6] ما عنى بذلك ؟ . الجواب : هذه الآية نزلت على سبب ، وذلك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أصابوا قوما في الشهر الحرام فغلب عليهم المشركون فقال الله تعالى : قد سبقتم أنتم إلى انتهاك حرمة هذه الأشهر فقوبلتم عليها ، وكذلك [7] بعد ذلك
[1] - سورة البقرة ، الآية : 180 . [2] - سورة الشورى ، الآية : 23 . [3] - في الأصل : عليها . [4] - سورة النساء ، الآية : 59 . [5] - الوعيدية هم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار . [6] - سورة البقرة الآية : 194 . [7] - كذا في النسختين ، ولعل الصحيح : ونزلت بعد ذلك . . .
318
نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 318