responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 99


يخالف معناها معنى الالتزام في الكلام الأول وهو في هذا دون الأول والشيخ صفي الدين نظم التهكم في بديعيته ولكن ما أسكن بيته قرينة صالحة لبيانه ولا غردت حمائم الإيضاح على أفنانه وبيته محضتني النصح إحسانا علي بلا * غش وقلدتني الإنعام فاحتكم ولم يظهر لي من هذا البيت غير صريح المدح والشكر ولم أجد فيه لفظة تدل على الحقارة والاستهزاء ولا على البشارة في موضع الإنذار ولا على الوعد في موضع الوعيد ولم يشر في بيته إلى نوع من هذه الأنواع وقد تقدم أن العميان لم ينظموه في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين لقد تهكمت فيما قد منحتك من * قولي بأنك ذو عز وذو كرم فالشيخ عز الدين ذكر في بيته أنه تهكم على العذول لما خاطبه بلفظ العز والكرم ولكنه لم يأت بصيغة التهكم وبيتي ذل العذول بهم وجدا فقلت له * تهكما أنت ذو عز وذو شمم فخطاب العذول هنا بلفظ العز والشمم بعد وقوف العاذل في موقف الذل هو التهكم بعينه ذكر المراجعة قال اصطبر قلت صبري ما يراجعني * قال احتمل قلت من يقوى لصدهم المراجعة ليس نحتها كبير أمر ولو فوض إلي حكم في البديع ما نظمتها في أسلاك أنواعه وذكر ابن أبي الأصبع إنها من اختراعاته وعجبت من مثله كيف قربها إلى الذي استنبطه من الأنواع البديعة الغريبة كالتهكم والافتنان والتدبيج والهجاء في معرض المدح والاشتراك والألغاز والنزاهة ومنهم من سمى هذا النوع أعني المراجعة السؤال والجواب وهو أن يحكي المتكلم مراجعة في القول ومحاورة في الحديث بينه وبين غيره بأوجز عبارة وأرشق سبك وألطف معنى وأسهل لفظ إما في بيت واحد أو في أبيات كقول عمر بن أبي ربيعة بينما ينعتنني أبصرنني * مثل قيد الرمح يعدو بي الأغر قالت الكبرى ترى من ذا الفتى * قالت الوسطى لها هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها * قد عرفناه وهل يخفى القمر قال ابن أبي الأصبع لما أورد هذه الأبيات واستشهد بها على هذا النوع في كتابه المسمى بتحرير التحبير إن هذا الشاعر عالم بمعرفة وضع الكلام في مواضعه وما ذاك إلا أن قوافي الأبيات لو أطلقت لكانت مرفوعة وأما بلاغته في الأبيات فإنه جعل التي عرفته وعرفت به وشبهته تشبيها يدل على شغفها به هي الصغرى ليظهر بدليل الالتزام أنه فتي السن إذ الفتية من النساء لا تميل إلى الا الفتى من الرجال غالبا وختم قوله بما أخرجه مخرج المثل السائر موزونا ولا يقال إنما مالت الصغرى إليه دون أختيها لضعف عقلها وقلة تجريبها فإني أقول إنه تخلص من هذا المدخل بكونه أخبر أن الكبرى التي هي أعقلهن ما كانت رأته قبل ذلك وإنما كانت تهواه على السماع فلما رأته وعلمت أنه ذلك الموصوف لها أظهرت من وجدها به على مقدار عقلها ما أظهرت من سؤالها عنه ولم تتجاوز ذلك وقنعت بالسؤال عنه وقد علمته بلذة السؤال وبسماع اسمه وأظهرت تجاهل العارف الذي موجبه شدة الوله والعقل يمنعها من التصريح وأما الوسطى فسارعت إلى تعريفه باسمه العلم فكانت دون الكبرى في الثبات وأما الصغرى فمنزلتها في الثبات دون الأختين لأنها أظهرت في معرفة وصفه ما دل على شدة شغفها به فكل ذلك وإن لم يكن كذلك فألفاظ الشاعر تدل عليه انتهى كلام ابن أبي الأصبع ومن جيد أمثلة هذا النوع قول أبي نواس قال لي يوما سليمان * وبعض القول أشنع قال صفني وعليا * أينا أبقى وأنفع قلت إني إن أقل ما * فيكما بالحق تجزع

99

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست