responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 98


وكم تمثلت إذ أرخوا شعورهم * وقلت بالله خلوا الرقص في الظلم فالرقص في الظلم من الأمثال السائرة ولكن قولي لهم بعد إرخاء الشعور خلوا الرقص في الظلم لا يخفى على الحذاق من أهل الأدب ذكر التهكم ذل العذول بهم وجدا فقلت له * تهكما أنت ذو عز وذو شمم التهكم نوع عزيز في أنواع البديع لعلو مناره وصعوبة مسلكه وكثرة التباسه بالهجاء في معرض المدح وبالهزل الذي يراد به الجد ويأتي الفرق بينهما بعد إيضاح حد والتهكم في الأصل التهدم يقال تهكمت البئر إذا تهدمت وتهكم عليه إذا اشتد غضبه والمتهكم المحتقر قال أبو زيد تهكمت غضبت وتهكمت تحقرت وعلى هذا يكون المتهكم لشدة الغضب قد أوعد بالبشارة أو لشدة الكبر أو لتهاونه بالمخاطب قد فعل ذلك فهذا أصله في الاستعمال وفي المصطلح هو عبارة عن الإتيان بلفظ البشارة في موضع الإنذار والوعد في مكان الوعيد والمدح في معرض الاستهزاء فشاهد البشارة في موضع الإنذار قوله تعالى بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما وشاهد المدح في معرض الاستهزاء بلفظ المدح قوله تعالى ذق إنك أنت العزيز الكريم قال الزمخشري إن في تأويل قوله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله تهكما فإن المعقبات هم الحرس من حول السلطان يحفظونه على زعمه من أمر الله على سبيل التهكم فإنهم لا يحفظونه من أمره في الحقيقة إذا جاء والله أعلم ومنه قوله تعالى قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين فقوله إيمانكم تهكم ومن التهكم في السنة الشريفة قوله بشر مال البخيل بحادث أو وارث وشاهد المدح في موضع الاستهزاء من النظم قول ابن الذروي في ابن أبي حصينة من أبيات لا تظنن حدبة الظهر عيبا * فهي في الحسن من صفات الهلال وكذاك القسي محدودبات * وهي أنكى من الظبا والعوالي وإذا ما علا السنام ففيه * لقروم الجمال أي جمال وارى الانحناء في مخلب البازي * ولم يعد مخلب الريبال كون الله حدبة فيك إن شئت * من الفضل أو من الأفضال فأتت ربوة على طود علم * وأتت موجة ببحر نوال ما رأتها النساء إلا تمنت * أن غدت حلية لكل الرجال وما أحلى ما ضمنها بقوله وإذا لم يكن من الهجر بد * فعسى أن تزورني في الخيال وقول ابن الرومي فيا له من عمل صالح * يرفعه الله إلى أسفل وقيل إن أظرف ما نظم في التهكم قول حماد عجرد فيا ابن طرح يا أخا * الحلس ويا ابن القتب ومن نشا والده * بين الربا والكثب يا عربي يا عربي * يا عربي يا عربي وهذا النوع أعني التهكم ذكر ابن أبي الأصبع في كتابه تحرير التحبير أنه من مخترعاته ولم يره في كتب من تقدمه من أئمة البديع والعميان لم ينظموه في بديعيتهم وقنع الشهاب محمود في كتابه المسمى بحسن التوسل من أشجار معاليه بالشميم فإنه ذكر بعض شواهده ولم يأت له بحد تمشي الأفهام فيه على صراط مستقيم ولكن ابن أبي الأصبع أزال بكارة أشكاله وكان أبا عذرته وأرضع الأذواق لبان فهمه وكان فارس حلبته وقال الفرق بينه وبين الهزل الذي يراد به الجد أن التهكم ظاهره جد وباطنه هزل وهو ضد الأول لأن الهزل الذي يراد به الجد يكون ظاهره هزلا وباطنه جدا وذكر بعضهم الفرق بين التهكم والهجاء في معرض المدح فقال الفرق بينهما التصريح بلفظة في الآخر

98

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست