responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 58


الطرف إلى تلك الحركة المخصوصة واقعة فيه ليهتدي المتحرك إلى بلوغ المآرب ويتقي أسباب المهالك والآية الشريفة سيقت للاعتداد بالنعم فوجب العدول عن لفظ الحركة إلى لفظ هو ردفه ليتم حسن البيان فتضمنت هذه الكلمات التي هي بعض آية عدة من المنافع والمصالح التي لو عددت بألفاظها الموضوعة لها لاحتاجت في العبارة عنها إلى ألفاظ كثيرة فحصل في هذا الكلام بهذا السبب عدة ضروب من المحاسن ألا تراه سبحانه وتعالى كيف جعل العلة في وجود الليل والنهار حصول منافع الإنسان حيث قال لتسكنوا ولتبتغوا بلام التعليل فجمعت هذه الكلمات من أنواع البديع المقابلة والتعليل والإشارة والإرداف وائتلاف اللفظ مع المعنى وحسن البيان وحسن النسق فلذلك جاء إكلام متلائما آخذا بعضه بأعناق بعض ثم أخبرنا بالخبر الصادق إن جميع ما عدده من النعم باللفظ الخاص وما تضمنته العبارة من النعم التي تلزم من لفظ الأرداف بعض رحمته حيث قال بحرف التبعيض ومن رحمته وهذا كله في بعض آية عدتها عشر كلمات فالحظ هذه البلاغة الباهرة والفصاحة الظاهرة انتهى ومن أمثلة صحة المقابلة في السنة الشريفة قول النبي ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا كان الخرق في شيء إلا شانه فانظر كيف قابل الرفق بالخرق والزين بالشين بأحسن ترتيب وأتم مناسبة وهذا الباب في مقابلة اثنين باثنين ومنه قوله تعالى فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ومنه قول النبي إن لله عبادا جعلهم مفاتيح الخير مغاليق الشر ومنه وهو ظريف في مقابلة اثنين باثنين أن المنصور قال لمحمد ابن عمران إنك لبخيل فقال يا أمير المؤمنين لا أحمد في حق ولا أذم في باطل ومنه في النظم قول النابغة فتى كان فيه ما يسر صديقه * على أن فيه ما يسوء الأعاديا وقول الحلي ورنح الرقص منه عطفا * خف به اللطف والدخول فعطفه داخل خفيف * وردفه خارج ثقيل وأخبرني مولانا قاضي القضاة الشافعي نور الدين الحاكم بحماة المحروسة المشهور بخطيب الدهشة أنه كان بحماة يهودي يطوف بالحناء والصابون على رأسه ويقول معي حناء أخضر جديد وصابون يابس عتيق وأما مقابلة ثلاثة بثلاثة فقيل إن المنصور سأل أبا دلامة عن أشعر بيت في المقابلة فأنشده ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا * وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل فالشاعر قابل بين أحسن وأقبح وبين الدين والكفر والدنيا والإفلاس قال ابن أبي الأصبع إنه لم يقل قبله مثله ومن مقابلة أربعة بأربعة قوله تعالى فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى المقابلة بين قوله واستغنى وقوله واتقى لأن معناه زهد فيما عنده واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة وذلك يتضمن عدم التقوى ومن مقابلة أربعة بأربعة قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته عند الموت هذا ما أوصى به أبو بكر عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها فقابل أولا بآخر والدنيا بالآخرة وخارجا بداخل ومنها بفيها فانظر إلى ضيق هذا المقام كيف صدر عنه مثل هذا الكلام قال علماء البديع كلما كثر عددها كانت أبلغ فمن مقابلة خمسة بخمسة قول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه لعثمان بن عفان رضي الله عنهما إن الحق ثقيل مري والباطل خفيف وبي وأنت رجل إذا صدقت سخطت وإن كذبت رضيت وأوردوا لأبي الطيب في مقابلة خمسة بخمسة أزورهم وسواد الليل يشفع لي * وأنثني وبياض الصبح يغري بي قال صاحب الإيضاح ضد الليل المحض هو النهار لا الصبح والمقابلة الخامسة بين بي ولي فيها نظر لأن الباء واللام صلتا الفعلين ورجح بيت أبي دلامة المتقدم على بيت أبي الطيب بجودة المقابلة ولكن القافية مستدعاة فإن الذي ذكره مختص بالرجل وبغيره والمعنى قد تم بدون الرجل قال زكي الدين بن

58

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست