responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 57


بطيلسان ابن حرب * وفروة ابن نباته ففي طيلسان ابن حرب وفروة ابن نباتة مع ما فيهما من الهزل الظاهر كنايتان عن الفقر الذي تزايد حده وطيلسان ابن حرب معروف لشهرته وأما فروة ابن نباتة ففيها إشارة إلى قوله زرقة جسمي وبياض ثلجها * سنجابي الأبلق في فصل الشتا ومثله قولي وصاحب تسمح لي نفسه * بغدوة لكن إذا ما انتشا يضحك سني للغدا عنده * لكنني أقلع ضرسي للعشا فيه على الهزل الذي يراد به الجد زيادة تلطف الاستدراك ومراعاة النظير وكان هذا الصاحب تغمده الله برحمته ورضوانه من أعز الأصحاب علي ولكن التصريح باسمه غير ممكن هنا وبين الهزل الذي يراد به الجد وبين التهكم فرق لطيف وهو أن التهكم ظاهره جد وباطنه هزل وهذا النوع بالعكس وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته أشبعت نفسك من ذمي فهاضك ما * تلقى وأكثر موت الناس بالتخم فقوله وأكثر موت الناس بالتخم كناية يهزلون بها على من يفرط في أكل شيء ويخص به نفسه وبيت العميان قل للصباح إذا ما لاح نورهم * إن كان عندك هذا النور فابتسم لم أر في بيت العميان هذا هزلا يراد به الجد والله أعلم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي هزل أريد به جد عتابك لي * كما كتمت بياض الشيب بالكتم الشيخ عز الدين غفر الله له حكى هنا حكاية لم يسعني الكلام عليها لئلا يطول الشرح وبيت بديعيتي والبين هازلني بالجد حين رأى * دمعي وقال تبرد أنت بالديم أنظر أيها المتأمل هنا بنور الله تعالى فإن الهزل الذي يراد به الجد أنا ملتزم تسميته وقد استوعب شطر البيت وانظر كيف أفرغت هذا النوع الغريب في أحسن القوالب وأغرب المعاني فإن الدمع تزايد انهماله إلى أن صار كالديم الهاطلة والبين يغبطني بذلك مهازلا ويقول لي تبرد أنت بهذه الديم ذكر المقابلة قابلتهم بالرضا والسلم منشرحا * ولوا غضابا فيا حربي لغيظهم المقابلة أدخلها جماعة في المطابقة وهو غير صحيح فإن المقابلة أعم من المطابقة وهي التنظير بين شيئين فأكثر وبين ما يخالف وما يوافق فبقولنا وما يوافق صارت المقابلة أعم من المطابقة فإن التنظير بين ما يوافق ليس بمطابقة وهذا مذهب زكي الدين بن أبي الأصبع فإنه قال صحة المقابلات عبارة عن توخي المتكلم بين الكلام على ما ينبغي فإذا أتى بأشياء في صدر كلامه أتى بأضدادها في عجزه على الترتيب بحيث يقابل الأول بالأول والثاني بالثاني لا يخرم من ذلك شيئا في المخالف والموافق ومتى أخل بالترتيب كانت المقابلة فاسدة وقد تكون المقابلة بغير الأضداد والفرق بين المطابقة والمقابلة من وجهين أحدهما أن المطابقة لا تكون إلا بالجمع بين ضدين والمقابلة تكون غالبا بجمع بين أربعة أضداد ضدان في صدر الكلام وضدان في عجزه وتبلغ إلى الجمع بين عشرة أضداد خمسة في الصدر وخمسة في العجز والثاني أن المطابقة لا تكون إلا بالأضداد والمقابلة بالأضداد وغير الأضداد ولكن بالأضداد أعلا رتبة وأعظم موقعا ومن معجزات هذا الباب قوله عز وجل ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله فانظر إلى مجيء الليل والنهار في صدر الكلام وهما ضدان ثم قابلهما في عجز الكلام بضدين وهما السكون والحركة على الترتيب ثم عبر عن الحركة بلفظ الأرداف فالتزم الكلام ضربا من المحاسن زائدا على المقابلة فإنه عدل عن لفظ الحركة إلى لفظ ابتغاء الفضل لكون الحركة تكون لمصلحة ولمفسدة وابتغاء الفضل حركة المصلحة دون المفسدة وهي تشير إلى الإعانة بالقوة وحسن الاختيار الدال على رجاحة العقل وسلامة الحس وإضافة

57

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست