responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 56


وبيت العميان إن الغضى لست أنسى أهله فهم * شلوه بين ضلوعي يوم بينهم أقول لو عاش البحتري ما صبر للعميان على هذه السرقة الفاحشة فإنهم أخذوا لفظه ومعناه وضميره وما اختشوا من الحرج ولا سلموا من النقد وبيت عز الدين والعين قرت بهم لما بها سمحوا * واستخدموها من الأعدا فلم تنم قوله والعين قرت بهم لما بها سمحوا في غاية الحسن فإنه أتى بالاستخدام وعود الضمير في شطر البيت مع الانسجام والرقة واستخدامه في العين الناظرة وعين المال وأما قوله في الشطر الثاني واستخدموها من الأعدا فلم تنم ما أعلم ما المراد به فإن الاستخدام في العين التي هي الجارحة قد تقدم والذي يظهر لي أن اضطراره إلى تسمية النوع ألجأه إلى ذلك وبيت بديعيتي واستخدموا العين مني فهي جارية * وكم سمحت بها أيام عسرهم فالتورية في جارية بعدما استخدموها لم يوجد في سوق الرقيق مثلها والعود بالضمير مع تمكن القافية وعدم التكلف والحشو لا يخفى على أهل الذوق السليم فإن قافية مصطلم في بيت صفي الدين تمجه الأذواق انتهى الكلام على الاستخدام ذكر الهزل الذي يراد به الجد والبين هازلني بالجد حين رأى * دمعي وقال تبرد أنت بالديم قال صاحب التلخيص ومنه يعني فن البديع الهزل الذي يراد به الجد كقوله إذا ما تميمي أتاك مفاخرا * فقل عد عن ذا كيف أكلك للضب ولم يزد على ذلك شيئا والهزل الذي يراد به الجد هو أن يقصد المتكلم مدح إنسان أو ذمه فيخرج من ذلك المقصد مخرج الهزل والمجون اللائق بالحال كما فعل أصحاب النوادر ومثل أشعب وأبي دلامة وأبي العيناء ومزيد ومن سلك مسلكهم كما حكي عن أشعب أنه حضر وليمة بعض ولاة المدينة وكان رجلا بخيلا فدعا الناس ثلاثة أيام وهو يجمعهم على مائدة فيها جدي مشوي فيحوم الناس حوله ولا يمسه أحد منهم لعلمهم ببخله وأشعب كان يحضر مع الناس ويرى الجدي فقال في اليوم الثالث زوجته طالق إن لم يكن عمر هذا الجدي بعد أن ذبح وشوي أطول من عمره قبل ذلك ومن شواهد الهزل الذي يراد به الجد ما أنشده ابن المعتز من قول أبي العتاهية أرقيك أرقيك بسم الله أرقيكا * من بخل نفسك على الله يشفيكا ما سلم كفك إلا من يناولها * ولا عدوك إلى من يرجيكا والفاتح لهذا الباب امرؤ القيس وقوله أبلغ ما سمع فيه وألطف وهو وقد علمت سلمى وإن كان بعلها * بأن الفتى يهذي وليس بفعال قال زكي الدين بن أبي الأصبع ما رأيت أحسن من قوله ملتفتا وإن كان بعلها انتهى وهذا النوع أعني الهزل الذي يراد به الجد ما سبكه في قوالبه إلا من لطفت ذاته وكان له ملكة في هذا الفن وحسن تصرف ومن أظرف ما وقع في هذا الباب أنه حصل لي بالديار المصرية جرب أشرفت منه على التلف فوصف لي الحكيم بطيخا وهو عزيز الوجود في تلك الأيام فبلغني أنه أهدي إلى مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري محمد بن البارزي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية عظم الله تعالى شأنه بطيخ فكتبت إليه مولاي عاقبني الزمان بجربة * وقد انقطعت بجسمي المسلوخ وعميت من حزني على ما تم لي * لكن شممت روائح البطيخ فالكناية على طلب البطيخ سبكت في أحسن قوالب الهزل مع حسن التضمين ومثله قولي جاء الشتاء فرأسي * والجسم صارا شماته

56

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست