responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 54


لا يعود على النعمان اللهم إلا أن يكون التقدير ما لم يشده له فيعود الضمير على النعمان بهذا التقدير انتهى وما أحلى قول بعض المتأخرين مع عدم التعسف والسلامة من النقد وصحة الاشتراك الأصلي وهو وللغزالة شيء من تلفته * ونورها من ضيا خديه مكتسب وأنا بالأشواق إلى معرفة الناظم وهذا النوع أعني الاستخدام قل من البلغاء من تكلفه وصح معه بشروطه لصعوبة مسلكه وشدة التباسه بالتورية وقد تقدم ما أوردنا فيه من النقد على بيتي البحتري وأبي العلاء وهو أعلى رتبة عند علماء البديع من التورية وأحلى موقعا في الأذواق السليمة ولكن قل من ظفر منه بسلامة التخلص من علق النقد وصعد من غور التعسف إلى نجد السهولة قال الشيخ صلاح الدين الصفدي في كتابه المسمى بفض الختام عن التورية والاستخدام ومن أنواع البديع ما هو نادر الوقوع ملحق بالمستحيل الممنوع وهو نوع التورية والاستخدام الذي تقف الأفهام حسرى دون غايته عند مرامي المرام نوع يشق على الغبي وجوده * من أي باب جاء يغدو مقفلا لا يقرع هضبته فارع ولا يقرع بابه قارع إلا من تنحو البلاغة نحوه في الخطاب ويجري ريحها بأمره رخاء حيث أصاب على أن المتقدمين ما قصدوه جملة كافية ولا شعروا به لما شعروا أنه دخل معهم في بيت تحت قفل قافيه وأما المولدون من الشعراء كالفرزدق وجرير ومن عاصرهما وخاض معهما لجة بحر البلاغة فلم يرد أحد منهم ورد هذا الغدير وأما الذين تفقهوا من بعدهم في الأدب وتنبهوا لتخلل طرقه بالطلب فربما قصدوا بعض أنواع البديع فجادت إذ جاءت وفاتت مرة أخرى وأخرى فاءت وقد قصد أبو تمام كثيرا من الجناس وفتح أبوابه وشرع طرقه للناس وأما التورية والاستخدام فما تنبه لمحاسنهما وتيقظ وتحرى وتحرر وتحفد وتحفظ إلا من تأخر من الشعراء والكتاب وتضلع من العلوم وتطلع من كل باب وأظن أن القاضي الفاضل رحمه الله تعالى هو الذي ذلل منهما الصعاب وأنزل الناس بهذه الساحات والرحاب حتى ارتشف هذه السلافة أهل عصره وأصحابه الذين نزلوا ربوع مصره وخفقت رياحهم بالإخلاص في نصره كالقاضي السعيد هبة الله بن سنا الملك ومن انخرط معه في هذا السلك ولم يزل هو ومن عاصره على هذا المنهج في ذلك الأوان ومن جاء بعدهم من التابعين بإحسان إلى أن جاء بعدهم حلبة أخرى وزمرة تترى فكلهم يرمون في هذا الإحسان عن قوس واحدة وينفقون من مادة هي في الجود معن بن زائدة ويصلون المقطوع بالمقطوع فلا تخلو فيه كلمة فائتة من فائدة وغالب شعرهم على هذا النمط وأكثره درر أسماع متى تلتق تلتقط كأبي الحسين الجزار والسراج الوراق والنصير الحمامي والحكيم شمس الدين بن دانيال والقاضي محيي الدين بن عبد الظاهر فهؤلاء هم الفحول الذين جدوا بعد القاضي الفاضل إلى هذه الغاية ورفعوا راية هذا النوع وكان كل منهم عرابة تلك الراية تسابقوا جيادا والديار المصرية لهم حلبة وتلاحقوا أفرادا وهم في شرف هذا الفن من هذه النسبة وجاء من شعراء الشام جماعة تأخر عصرهم وتأزر نصرهم ولأن في هذا النوع هصرهم وبعد حصرهم فيما أرادوه كما زاد حصرهم كل ناظم تود الشعرى لو كانت له شعرا ويود الصبح لو كان له طرسا والغسق مدادا والنثرة نثرا منهم شرف الدين عبد العزيز الأنصاري شيخ شيوخ حماة والأمير مجير الدين بن تميم وبدر الدين يوسف بن لؤلؤ الذهبي ومحيي الدين بن قرناص وشمس الدين بن محمد العفيف وسيف الدين بن المشد ثم إن الشيخ صلاح الدين قال في آخر هذا الفصل وهؤلاء معهم جماعة يحضرني ذكرهم عند شعرهم ويعز علي أن لم أرهم على تكاثرهم لفوات عصرهم وكأني بقائل يقول لقد أفرطت في التعصب لأهل مصر والشام على من دونهم من الأنام وهذا باطن باطل وعدوان وحمية لأوطانك وما جاورها من البلدان فالجواب إن الكلام في التورية والاستخدام لا غير ومن هنا

54

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست