فلم حرمتم شفتي قطفها * والحكم أن الزرع للزارع وله أيضا ونائمة قبلتها قتنبهت * وقالت تعالوا فاطلبوا اللص بالحد فقلت لها إني فديتك غاصب * وما حكموا في غاصب بسوى الرد ومنه قول أبي الطيب المتنبي بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها * وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي * بثانية والمتلف الشيء غارمه المعنى أن النظرة الأولى أتلفت مهجتي فلزم غرمها بنظرة ثانية لأنه من أتلف شيئفا حكم عليه بغرمه ولكن في التركيب قلق وعقادة ومنه قول شمس الدين محمد بن جابر الأندلسي رحمه الله تعالى طلبت زكاة الحسن منها فجاوبت * إليك فهذا ليس تدركه مني علي ديون للعيون فلا ترم * زكاة فإن الدين يسقطها عني ومنه قول الشيخ صدر الدين بن الوكيل يا سيدي إن جرى من مدمعي ودمي * للعين والقلب مسفوح ومسفوك لا تخش من قود يقتص منك به * فالعين جارية والقلب مملوك ومن الاقتباسات في علم المنطق قول شمس الدين محمد بن العفيف التلمساني للمنطقيين أشتكي أبدا * عين رقيب فليته هجعا صادرها من أحبه فأبى * أن نختلي ساعة ونجتمعا كيف غدت دائما وما انفصلت * مانعة الجمع والخلو معا وهذه الأبيات في غاية الحسن ولكن أورد بعضهم إيرادا وقال ظاهر كلامه التعجب من هذه القضية والمراد في مثل هذا أن يتعجب مما خرج عن القواعد وهذه القضية موجودة مستعملة وذلك قولهم العدد إما زوج وإما فرد فهذه القضية مانعة الجمع فإن الزوجية والفردية لا يجتمعان ومانعة الخلو فإن العدد لا يخلو من أحدهما فلا معنى للتعجب ومنه قول بعضهم مقدمات الرقيب كيف غدت * عند لقاء الحبيب متصله تمنعنا الجمع والخلو معا * وإنما ذاك حكم منفصله هذا تعجب مما يسوغ التعجب منه لأن منع الجمع لا يكون في المتصلة وإنما هو في حكم المنفصلة وأما الاقتباس في علم الجدل فمنه قول شمس الدين بن العفيف وما بال برهان العذار مسلما * ويلزمه دور وفيه تسلسل وعندي أن الشمس بالصحو آذنت * وسكري أراه من محياك يقبل وأما الاقتباس من علم النحو فقد اتسع مجالهم فيه حتى غلب على غالبهم التوجيه فمنه قول أبي الطيب حولي بكل مكان منهم حلق * تخطي إذا جئت في استفهامها بمن أبو الطيب يقول إذا استفهمت عن مثل هؤلاء الأقوام لا تستفهم بمن لأن من لمن يعقل وهؤلاء عندي بمنزلة ما لا يعقل فحقهم أن يستفهم عنهم بما ومنه قوله إذا كان ما ينويه فعلا مضارعا * مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم يقول إذا هم بفعل أوقعه قبل أن يمنع وينهى عنه ويقال له لا تفعل أو ينفى فيقال لم يفعل ومنه قول ابن عنين في معزول فلا تغضبن إذا ما صرفت * فلا عدل فيك ولا معرفه ومنه قول ابن أبي الأصبع في ذلك أيا قمرا من حسن وجنته لنا * وظل عذاريه الضحى والأصائل