responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 450


يطرب على عود وطار وأضحت أوقات الربوة بعد ذلك العيش الخضل واليسر عسيرة ولقد كان أهلها في ظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة ومن ذلك ما أنشأته قديما في توقيع لمولانا قاضي القضاة علاء الدين عالم المسلمين أبي الحسن علي الحنبلي جمل الله الوجود بوجوده بنظر البيمارستان النوري بحماة المحروسة والذي أوردته في التوقيع من الاقتباسات البديعة قولي وصفت مشارب الصفاء بعد الكدر وسقاهم ربهم شرابا طهورا وتلا من سعى لهم في ذلك وجزى بالخيرات إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا ودار شراب العافية على أهل تلك الحضرة بالطاس والكاس وحصل لهم البرء من تلك البراني التي يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس وتمشت الصحة في مفاصل ضعفائه وقيل لهم جوزيتم بما صبرتم وامتدت مقاصيرهم وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ومن ذلك ما اقتبسته في ديباجة عهد مولانا أمير المؤمنين المعتضد بالله زاده الله شرفا وتعظيما وهو الحمد لله الذي شد عضد هذه الأمة بمن أمسى به معتضدا وأسعفنا من البيت النبوي بخليفة ما برح شيخ الملوك في تقديم بيته الشريف مجتهدا وأقام العلم العباسي بعد أبي مسلم بأبي النصر فأكرم بحسن الختام وحسن الابتدا وتكرر حمده على سلطان مؤيد أتحف به العلماء الأعلام وظهر لجلالهم في أيامه الزاهرة بهجة فقال هذا زمان مشايخ الإسلام نحمده على حكمته التي اقتضت أن تكون الخلافة عمدة الأحكام يزول بها الالتباس وهو القائل تعالى يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس ومن ذلك ما اقتبسته في عهد مولانا السلطان الملك الظاهر ططر بقولي منه فإن البغاة لاحتجاب السلطنة عنه سدا أسسته على الطغيان فقيل لأهل البيعة قد فتح الله لأبي الفتح فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ومن ذلك ما اقتبسته في مثال شريف مؤيدي كان جوابا لقرا يوسف وتبدى لعلمه الشريف ورود البشير بالقرب اليوسفي وقل حل بالأسماع قبل رؤيته تشنف وهبت نسمات قبوله فأطفأت ما في القلوب من التلهف وضاع نشرها اليوسفي فقال شوقنا اليعقوبي إني لأجد ريح يوسف وهذه ألفة خولتنا في نعم الله وزمام الأخوة منقاد إلينا وقد تعين على المقر أن يقول أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا واتفق لي في تقليد قاضي القضاة ولي الدين العراقي اقتباسات بديعية منها وكم قال هذا المنصب رب قد أضعفني اليتم وصار الباطل قويا فهب لي من لدنك وليا ومنها وأعاذنا الله من ولاية قوم يسمعون بينة الحق وإذا اجتمعوا على الرشوات تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ومن ذلك ما كتبته على ديوان المقر البارعي الكاملي الأديبي العمادي إسماعيل ابن الصائغ الحلبي أحد أعيان كتاب الإنشاء الشريف الذي عارض به ديوان الصبابة للشيخ شهاب الدين بن أبي حجلة رحمه الله وهو وقفت على هذا الكتاب الذي رفع عماد الأدب في هذا الجيل وشرعت في ذكر محاسنه فقال لسان القلم واذكر في الكتاب إسماعيل ومنه وأما ابن حجة فقد ندب إلى الوقفة على عرفات هذا الفضل المعروف والامتثال هنا واجب ولكن الكف صفر والطريق مخوف هذا وقد ذوت من حدائق فكري زهرة الشباب واختفى لساني كما قال ابن نباتة وأغلق عليه من شفتيه مصراعي باب وخمد جمر القريحة وجمد ذلك الذهن السيال ونأى عن خدمتي كافور الطروس وعنبر المداد وصواب المقال ولكن هبت علي نسمات الشبيبة من دوحة هذا المصنف الجليل فقلت وقد شبت نار القريحة وأملت علي هذا الوصف الجميل الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وهذا القدر الذي أوردته كاف هنا في الاقتباس من القران فإني أخشى باب الملالة ولكن عن لي أن أفرد كتابا وأسميه رفع الالتباس عن بديع الاقتباس وقد تقدم وتقرر أيضا أنه إن جاء في المنظوم فهو عقد وتضمين وإن كان في المنثور فهو اقتباس وقد أوسع بعض علماء هذا الفن المجال في ذلك

450

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست