من بعض وثمرات الجنة فكلما رزقت منها رزقا قلت كقول أهلها الحمد لله الذي أورثنا الأرض وقوله ومما يجب أن يعانيه تربية الحمام التي سكنت في البروج فهي أنجم وأعدت كنانتها للحاجات فهي أسهم وقد كادت أن تكون من الملائكة فإذا نيطت بها الرقاع صارت أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع وقوله وعملوا الأبرجة الخشبية وزحفوا بها إلى الأبراج الحجرية وخصوصا إلى برج يعرف بالذباب ولكن حماه ذباب السيف الإسلامي من الذباب فلم يقدروا أن يستنقذوه وضعفوا عنه فسلبهم أرواحهم وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه وقوله والإسلام مد إلى ترابه باعا طويلا وألقى عليه الشرك من ألسنة السيوف قولا ثقيلا وحصون العدو قامت قيامتها فحالها اليوم كيوم تكون الجبال كثيبا مهيلا وقوله مما كتب به عن السلطان الملك الناصر إلى أمير المؤمنين المستضيء بالله وهو سلام قولا من رب رحيم وروح وريحان وجنة نعيم مملوك العتبان الشريفة وعبدها ومن اشتمل على خاطره ولاؤها وودها ينهى أن الله سبحانه شرف ملة الإسلام على الملل ودولة أمير المؤمنين على الدول وقد أقام سيفه حساب الكفرة فأظهر تحريف حسابها ونقلها من ظهور أسرتها إلى بطون ترابها فهل ترى لهم من باقيه أو تسمع لهم من لاغية وظلت أقحاف بني حام تحت غربان الفلاة غربانا وشوهدت ظلمات بعضها فوق بعض أفعالا وألوانا وعزت سيوف الإسلام فظلت أعناقهم لها خاضعين وعوتبت منهم الأنفس والرؤوس فقالتا أتينا طائعين ومن اقتباسات القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر البديعة قوله من رسالته التي كتبها عن السلطان الملك الظاهر إلى شمس الدين آق سنقر الفارقاني جوابا عن كتابه الذي أرسله بفتوح النوبة لما توجه إليها من الديار المصرية وهو أدام الله نعمة المجلس ولا زالت عزائمه مرهوبة وغنائمة مجلوبة ومحبوبه وسطاه وخطاه هذي تكفي النوب وهذه تفتح أرض النوبة ولا برحت وطأته على الكفار مشتده وآمالها لهلاك الأعداء كرماحه ممتده ولا عدمت الدولة بيض سيوفه التي يرى بها الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس تثني على عزائمه التي دلت على كل أمر رشيد وأتت على كل جبار عنيد وحكمت بعدل السيف في كل عبد سوء وما ربك بظلام للعبيد والله يشكر تفاصيل همم المجلس وجملها وأخر غزواته وأولها وإذا انسلخ نهار سيفه من ليل هذا العدو سالما إلى مستقره والشمس تجري لمستقر لها وقوله في وصية العهد الشريف الذي أنشأه للسلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل عن والده الملك المنصور قلاوون الصالحي رحمه الله وهو والشرع الشريف هو قانون الحق المتبع ومأمون الأمر المستمع به يتمسك من يمتار ويمتاز وهو جنة والباطل نار فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ومن ذلك اقتباس العلامة أبي طاهر إسماعيل بن عبد الرزاق الأصفهاني في رسالة القوس وهو صورة مركبة ليس لها من تركيب النظم إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ومن ذلك ما أورده الشيخ جمال الدين بن نباتة من الاقتباسات البديعية في رسالة السيف والقلم فرقى الأنامل على أعواده وقام خطيبا بمحاسنه في خلعة سواده والتفت إلى السيف فقال بسم الله الرحمن الرحيم ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون الحمد لله الذي علم بالقلم وشرفه بالقسم وخط به ما قدر وقسم وصلى الله على سيدنا محمد القائل جف القلم بما هو كائن وعلى آله وصحبه ذوي المجد البين وكل مجد بائن صلاة واضحة السطور فاتحة أدراج الصدور ما نقلت عن صحائف البحار غواديها وكتبت أقلام النور على مهارق الرياض حكمه باريها أما بعد فإن القلم منار الدين والدنيا وقصبة سباق ذوي الدرجة العليا ومفتاح باب اليمن المجرب إذا أعيى وسفير الملك المحجب وعذيق الملك المرجب وزمام أموره السائره وقادمة أجنحته الطائرة وأنملة الهدى المشيرة إلى ذخائر الدنيا