لمهزولون وإنهم عن السمع لمعزولون ما السماوات إلا مجاهل والكواكب ضواها وما النجوم إلا هياكل سبعة ومن الله قواها كل يسري لأمر معمي وكل يجري لأجل مسمى وقوله الحرص يسبل على وجوه الظلمة براقعا والظلم يدع الديار بلاقعا يرضون طيب الحياة وينسون يوم النشور ويفتكون فتك البزاة ويؤملون عمر النسور فلا تغرنك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار وقوله اغتنم فودك الفاحم قبل أن يبيض فإنما الدنيا جدار يريد أن ينقض فلا يغرنك قطفها النضيج هو غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج وقوله في آخر مقالة من الأطباق تلك أمة قد خلت ذكروا الله في الخلوات فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وقوله أصدق الأرواح روحان ممتزجان وأخلص القلوب قلبان يزدوجان يتصاحبون قياما وقعودا وعلى جنوبهم وآخرون يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وقوله لله دره فيا هذا لا تحسد المتنعم على ترفه ولا تغبط المتكبر على شرفه وقل له إذا برزت الجحيم وقدم له الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم وقوله أليس من الخسران جزار يأكل الميت ومكي لا يزور البيت فلا تكن كالجمل الطليح يحمل لغيره أسفارا ولأنك كالحمار يحمل أسفارا قلت هذا القدر الذي أوردته هنا كاف في الاقتباسات التي تليق بمواعظ الخطب فيتعلم بليغ الخطباء منها سلوك الأدب ولم يبق إلا إظهار نور الاقتباس من مشكاة نور المترسلين فإنهم ملوك هذا الشأن ومن استضاء بسحر اقتباسهم قال إن هذا إلا سحر مبين ومن ذلك قول مالك أزمة هذا الفن القاضي الفاضل من تقريظ ورأيت كل معتاض غيره لصناعة البديع لاهجا بالبدعة خارجا عن الشرعة دارجا في غير عشه مخرجا ميت القول من طرسه على نعشه فهي المدام وما دون فهم عنها قدام ووفود بلاغة لو وجهت إلى الجنة لقال رضوانها ادخلوها بسلام وكل ابنة فكر ما طالعت فكره إلا صاح لسان طربه يا بشرى هذا غلام وكل غصن ألف وكل همزة حمام وفيها وفيها وأخاف أن أقول ولا أوفيها وليت هذه المحاسن وليت الأسماع وألقت القناع وفي العمر مستمتع وفي قوس الشبيبة منزع ولكن ضاق فتر عن مسير وجاء فضلها الأول في الزمن الأخير وقد حان أن تخيب في البلاغة القدحان وأنى وإنه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان وقوله لا زالت الملوك تنزل لركوبه والسيوف تضحك لقطوبه وأسبغ عليه نعمه باطنة وظاهره وكتب له في الدنيا حسنة وفي الآخرة وغض عيون أعدائه فإذا هم بالساهرة وقوله وقف الخادم على الكتاب فارتقى إلى سماء المكرمات وكانت سطوره درجا وأضاءت في خاطره فما استمدت مدادا ولكن أذكت سرجا ونهجت له طريق السعادة فلله من كتاب لولا الغلو لقلنا من كتاب لم يجعل له عوجا وقوله ورد على الخادم الكتاب الكريم فشكره وقربه نجيا ورفعه مكانا عليا وأعاد عليه عصر الشباب وقد بلغ من الكبر عتيا وقوله كتبها الخادم وقد أخرجت السماء أثقالها وفتحت من العز إلي أقفالها وركضت الرعود لابسة من الغيم جلالها وثوب الليل بالغمام غسيل وسبج الظلام بسيف البروق قتيل وقد زادت السيول إلى أن صارت الخيام عليها فواقع وهمهم الرعد قارئا فاستقبلت قبابها بين ساجد وراكع وكأن الصباح قد ذاب في الليل قطرا وكأن البرق لما ساوى الغمام بين صدفي الليل والنهار قال آتوني أفرغ عليه قطرا وقوله ونفذت بلاغته بسلطانها ونفثت بسحر بيانها وصلى القلم من يده في محراب ومن طرسه على سجادة وجاء منه كتاب لو كان البحر مدادا لما زاده وكم كتاب لا يساوي مداده وأخذت الأرض زخرفها وحملت من الأسلحة أحرفها وشنت الغارة على السمع والبصر فسلم لها من سلم وبهت الذي كفر وقوله النوبة البغدادية الحديث فيها زائد وناقص والخبر عنها مشوب وخالص وابن أبي عصرون قوم يقولون قد وزر وقوم يقولون كلا لا وزر وقوله وقفت على تلك الألفاظ المجنسة التي هي ذرية بعضها