responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 447


والآخرة به رقم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل وسنة نبيه التي تهذب الخواطر الخواطل فبينه وبين من يفاخره الكتاب والسنة وحسبه ما جرى على يده الشريفة من منه إن نظمت فرائد العلوم فالقلم سلكها وإن علت أسرة الكتب فإنما هو ملكها هذا وهو الجاري بما أمر الله به من العدل والإحسان والمسود الناظر فكأنما هو لعين الرأي إنسان طالما قاتل على البعد والصوارم في القرب وأوتي من المعجزات نوعا من النصر والرعب لا يعاديه إلا من سفه نفسه ولبس لبسه وطبع على قلبه وفل الجدال من غربه وكيف يعادي من إذا كرع من نفسه فقل إنا أعطيناك الكوثر وإذا ذكر شانئه فقل إن شانئك هو الأبتر فعند ذلك نهض السيف عجلا وتلمظ لسانه للقول مرتجلا وقال بسم الله الرحمن الرحيم وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز الحمد لله الذي جعل الجنة تحت ظلال السيوف وشرع حدها في ذوي العصيان فأغصتهم بماء الحتوف وشيد بها مراتب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وعقد مرصوف وصلى الله على سيدنا محمد هازم الألوف وعلى آله وأصحابه الذين طالما محوا بريق الصوارم من سطور الصفوف وسلم أما بعد فإن السيف زند الحق القوي وزنده الوري به أظهر الله الإسلام وقد جنح خفاء وجلا شخص الدين الحنيفي وقد جمح جفاء وأجرى سيوله بالأباطح فأما الحق فمكث وأما الباطل فذهب جفاء وحملته اليد الشريفة النبوية وخصته على الأقلام بهذه المزية وأطلعته في ليالي النقع والشك سراجا وهاجا وفتح باب الدين إلى أن دخلت فيه الناس أفواجا فهو ذو العزم الثاقب وسماء المجد الذي زينت آثاره بزينة الكواكب والحد الذي كأنه ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب تحسم به أدواء الفتن المضلة وتحذف هممه الجازمة حروف العلة ويحيى من سماء القتام بالضرب فقل يسألونك عن الأهله يجلس على رؤوس الأعداء قهرا ويصرع أبناء الشجاعة قائلا للقلم ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا وهل يفاخر من وقف الموت على بابه وعضت الحرب الضروس بنابه وقذف شياطين القراع بشهبه ومنح آيات شريفة منها طلوع الشمس من غربه ومنها أن الله أنشأ برقه وكان للمارد مصرعا وللرائد مرتعا ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا فقام القلم في دواته وقعد واضطرب على وجه القرطاس وارتعد وانحرف إلى السيف وقال أيها المضر بطبعه المغر بلمعه الناقض حبل الأنس بقطعه الناسخ بهجره من ظلال العيش فيأ السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا الحبيس الذي طالما عادت عليه عوائد شره الكمين الإبليس الذي لو أمر لي بالسجود لقال خلقتني من نار وخلقته من طين فاقطع عنك أسباب المفاخرة واستر من نابك في هذه المكاشرة فما يحسن بالصامت محاورة المفصح والله يعلم المفسد من المصلح أولست الذي قيل فيه شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة * ويستحل دم الحجاج في الحرم فدع عنك هذا الفخر المديد وتأمل قدري إذا كشف عنك الغطاء فبصرك اليوم حديد قلت ولولا خشية الإطالة لأوزدت هنا رسالة السيف والقلم بكمالها ولكن في هذا القدر من نور اقتباسه ما يهتدي به الأعشى ويستغني بإنشائه عن سلافة الإنشا ومن غريب اقتباسات الشيخ جمال الدين أيضا ما كتب به مع منقد نحاس وهو قوله فيه طالما حمدت معاشرته ولذت في الليالي مسامرته وأطلع من أفقه نجوما سعيدة القران وتلا على الريح والثلج يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ومن ذلك بديع الاقتباس للشيخ زين الدين بن الوردي في خطبته في الكلام على المائة غلام وهو لعمري ما أنصفني من أساء بي الظن وقال إني رضيت مع درجة العلم بهذا الفن والصحابة كانوا ينظمون وينثرون ونعوذ بالله من قوم لا يشعرون ومن ذلك قوله في

447

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست