responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 442


ويعجبني قول الشيخ عز الدين في هذا الباب خضرة الصدغ والسواد من العين * بياض المشيب قد أورثاني واحمرار الدموع صفر خدي * كل ذا من تلونات الزمان قلت تلونات الزمان في باب التدبيج غاية في الحسن وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في التدبيج قوله خضر المرابع حمر السمر يوم وغى * سود الوقائع بيض الفعل والشيم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته خضر المرابع حمر البيض سود ردى * بيض الثنا فاستمع تدبيج وصفهم قلت ما يليق بالشيخ عز الدين ما اعتمده في بيت الشيخ صفي الدين من أخذ لفظه ومعناه والحق أنه تلون في باب التدبيج على الصفي وتحرم على الحلي وبيت بديعيتي قولي وأخضر أسود عيشي حين دبجه * بياض حظي ومن زرق العداة حمي ( ذكر الاقتباس ) وقلت يا ليت قومي يعلمون بما * قد نلت كي يلحظوني باقتباسهم الاقتباس هو أن يضمن المتكلم كلامه كلمة من آية أو آية من آيات كتاب الله خاصة هذا هو الإجماع والاقتباس من القرآن على ثلاثة أقسام مقبول ومباح ومردود فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود ومدح النبي ونحو ذلك والثاني ما كان في الغزل والرسائل والقصص والثالث على ضربين أحدهما ما نسبه الله تعالى إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية من عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية كريمة في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقول القائل أوحى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون وردفه ينطق من خلفه لمثل ذا فليعمل العاملون ومن الاقتباسات التي هي غير مقبولة قول ابن النبيه في مدح الفاضل قمت ليل الصدود إلا قليلا * ثم رتلت ذكركم ترتيلا ووصلت السهاد أقبح وصل * وهجرت الرقاد هجرا جميلا مسمعي كل عن سماع عذول * حين ألقى عليه قولا ثقيلا وفؤادي قد كان بين ضلوعي * أخذته الأحباب أخذا وبيلا قل لراقي الجفون إن لعيني * في بحار الدموع سبحا طويلا ماس عجبا كأنه ما رأى غصنا * طليحا ولا كثيبا مهيلا وحمى عن محبه كأس ثغر * كان منه مزاجها زنجبيلا بان عني فصحت في أثر العيس * ارحموني ومهلوهم قليلا أنا عبد للفاضل بن علي * قد تبتلت بالثنا تبتيلا لا تسميه وعد بغير نوال إنه كان وعده مفعولا ونعوذ بالله من قوله بعد ذلك جل عن سائر الخلائق فضلا * فاخترعنا في مدحه التنزيلا واعلم أن الاقتباس على نوعين نوع لا يخرج به المقتبس عن معناه كقول الحريري فلم يكن إلا كلمح البصر أو أقرب حتى أنشد فأغرب فإن الحريري كنى به عن شدة القرب وكذلك هو في الآية الشريفة ونوع يخرج به المقتبس عن معناه كقول ابن الرومي لئن أخطأت في مدحيك * ما أخطأت في منعي

442

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست