responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 433


وجد بها الصاحب في المضائق نفعا وحكم بحسن صحبتها قطعا ماضية العزم قاطعة السن فيها حدة الشباب من وجهين لأنها بالناب والنصاب معلمة الطرفين وأنملة صبح تقمعت بسواد الدجى فعوذتها بالضحى والليل إذا سجى ولسان برق امتد في ظلمات الليل فتنكرت أشعة الأنجم وما عرف منها سهيل هذا وتقطيعها موزون إذ لم يتجاوز في عروض ضربها الحد وملوم أن السيف والرمح لم يعرفا غير الجزر والمد من أجل ذا تدخل في مضائق ليس للسيف فيها قط مدخل وكلما تفعله ترجزه والرمح في تعقيده مطول إن هجعت بجفنها كانت أمضى من الطيف وكم لها من خاصة جازت بها الحد على السيف تنسى حلاوة العسال فلا يظهر لطوله طائل ويغني عن الة الحرب بإيقاع ضربها الداخل إن مرت بكلها المحلى تركت المعادن عاطله ولم يسمع للحديد في هذه الواقعة مجادلة شهد الرمح بعدالته أنها أقرب منه إلى الصواب وحكم لها بصحة ذلك قبل أن تستكمل النصاب ما طال في رأس القلم شعرة إلا سرحتها بإحسان ولا طالعت كتابا إلا أزالت غلطه بالكشط من رأس اللسان تعقد عليها الخناصر لأنها عدة وعدة وتالله ما وقعت في قبضة إلا أطالت لسانها وتكلمت بحده إن أدخلت إلى القراب كانت قد سبكت على الدخول أو أبرزت من غيمة كان على طلعتها قبول تطرف بأشعتها الباهرة عين الشمس وبإقامتها الحد حافظت الأقلام على مواظبة الخمس وكم لها من عجائب صار بها جدول السيف في بحر غمده كالغريق ولو سمع بها قبل ضربه ما حمل التطريق فلو عارضها أبو طاهر لعرك من قوسه الأذنين وقال له جحدت رسالتك يا ذا القرنين فإن جذبت إلى مقاومتها وكان لك يد تمتد وصلت السكين إلى العظم وصار عليك قطع وانتهى أمرك إلى هذا الحد وهل تعاند السكين صورة ليس لها من تركيب النظم إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ولو لمحها الفاضل لحقق قوله إن خاطر سكينه كل أو أدركها ابن نباتة ما أقر برسالة السيف وفل وقال لقلم رسالته أطلق لسانك بشكر مواليك وأخلص الطاعة لباريك وما قصد المملوك الإيجاز في رسالة السكين ونظمها إلا لتكون مختصرة كحجمها لا زالت صدقات مهديها تنحف بما يذبح نحو فقري وتأتي بما يشفي وإيهام التورية يقول ويبري قلت الذي أوردته ههنا من إنشائي وإنشاء الغير كان من الواجب لأن الباب الذي تحتم علي شرحه وبيانه وإيضاحه باب التسجيع وهو عبارة عن علم الإنشاء وقد تقدم تقرير السجع وأقسامه وعلم أنها أربعة أقسام وهي المطرف والموازي والمشطر والمرصع وذكرت فيه الفوائد التي منها أحكام الفواصل وأوردت المباحث في الإنشاء الذي فيه نظر بالنسبة إلى الحالة التي هي المطلوب وأوردت من بديع الإنشاء وغريبه هذه النبذة التي هي من إنشائي وإنشاء الغير ولولا خشية الإطالة لأوردت من ذلك ما يذبل عنده زهر المنثور ويقرط في قلائد النحور ومن أراد البحث عن صحة ذلك فعليه بمصنفي المسمى بقهوة الإنشاء فإنه خمسة مجلدات منها مجلد أنشأته بالبلاد الشامية قبل أن أستقر منشئ دواوين الإنشاء الشريف بالديار المصرية والممالك الإسلامية وثلاثة مجلدات أنشأتها عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه ومجلد أنشأته عن الملك المظفر والملك الظاهر والملك الصالح وعن مولانا السلطان الملك الأشرف وعن مولانا أمير المؤمنين المعتضد بالله زاده الله شرفا وتعظيما انتهى والفرق بين التسجيع والتجزئة اختلاف زنة أجزأئه ومجيئه على قافية واحدة من غير عدد معين محصور وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على التسجيع قوله فعال منتظم الأحوال مقتحم * الأهوال ملتزم بالله معتصم وبت العميان من لي بمستلم لليد معتصم * بالعيش لا مسئم يوما ولا سئم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي قوله كم قاتل بصحيح الجمع مقتحم * وقائل لنظيم السجع ملتزم قلت الذي يظهر لي أن الشيخ عز الدين لم يمش في نظم بديعيته مشي محقق لأنه تقرر عنده وعند

433

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست