وجد بها الصاحب في المضائق نفعا وحكم بحسن صحبتها قطعا ماضية العزم قاطعة السن فيها حدة الشباب من وجهين لأنها بالناب والنصاب معلمة الطرفين وأنملة صبح تقمعت بسواد الدجى فعوذتها بالضحى والليل إذا سجى ولسان برق امتد في ظلمات الليل فتنكرت أشعة الأنجم وما عرف منها سهيل هذا وتقطيعها موزون إذ لم يتجاوز في عروض ضربها الحد وملوم أن السيف والرمح لم يعرفا غير الجزر والمد من أجل ذا تدخل في مضائق ليس للسيف فيها قط مدخل وكلما تفعله ترجزه والرمح في تعقيده مطول إن هجعت بجفنها كانت أمضى من الطيف وكم لها من خاصة جازت بها الحد على السيف تنسى حلاوة العسال فلا يظهر لطوله طائل ويغني عن الة الحرب بإيقاع ضربها الداخل إن مرت بكلها المحلى تركت المعادن عاطله ولم يسمع للحديد في هذه الواقعة مجادلة شهد الرمح بعدالته أنها أقرب منه إلى الصواب وحكم لها بصحة ذلك قبل أن تستكمل النصاب ما طال في رأس القلم شعرة إلا سرحتها بإحسان ولا طالعت كتابا إلا أزالت غلطه بالكشط من رأس اللسان تعقد عليها الخناصر لأنها عدة وعدة وتالله ما وقعت في قبضة إلا أطالت لسانها وتكلمت بحده إن أدخلت إلى القراب كانت قد سبكت على الدخول أو أبرزت من غيمة كان على طلعتها قبول تطرف بأشعتها الباهرة عين الشمس وبإقامتها الحد حافظت الأقلام على مواظبة الخمس وكم لها من عجائب صار بها جدول السيف في بحر غمده كالغريق ولو سمع بها قبل ضربه ما حمل التطريق فلو عارضها أبو طاهر لعرك من قوسه الأذنين وقال له جحدت رسالتك يا ذا القرنين فإن جذبت إلى مقاومتها وكان لك يد تمتد وصلت السكين إلى العظم وصار عليك قطع وانتهى أمرك إلى هذا الحد وهل تعاند السكين صورة ليس لها من تركيب النظم إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ولو لمحها الفاضل لحقق قوله إن خاطر سكينه كل أو أدركها ابن نباتة ما أقر برسالة السيف وفل وقال لقلم رسالته أطلق لسانك بشكر مواليك وأخلص الطاعة لباريك وما قصد المملوك الإيجاز في رسالة السكين ونظمها إلا لتكون مختصرة كحجمها لا زالت صدقات مهديها تنحف بما يذبح نحو فقري وتأتي بما يشفي وإيهام التورية يقول ويبري قلت الذي أوردته ههنا من إنشائي وإنشاء الغير كان من الواجب لأن الباب الذي تحتم علي شرحه وبيانه وإيضاحه باب التسجيع وهو عبارة عن علم الإنشاء وقد تقدم تقرير السجع وأقسامه وعلم أنها أربعة أقسام وهي المطرف والموازي والمشطر والمرصع وذكرت فيه الفوائد التي منها أحكام الفواصل وأوردت المباحث في الإنشاء الذي فيه نظر بالنسبة إلى الحالة التي هي المطلوب وأوردت من بديع الإنشاء وغريبه هذه النبذة التي هي من إنشائي وإنشاء الغير ولولا خشية الإطالة لأوردت من ذلك ما يذبل عنده زهر المنثور ويقرط في قلائد النحور ومن أراد البحث عن صحة ذلك فعليه بمصنفي المسمى بقهوة الإنشاء فإنه خمسة مجلدات منها مجلد أنشأته بالبلاد الشامية قبل أن أستقر منشئ دواوين الإنشاء الشريف بالديار المصرية والممالك الإسلامية وثلاثة مجلدات أنشأتها عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه ومجلد أنشأته عن الملك المظفر والملك الظاهر والملك الصالح وعن مولانا السلطان الملك الأشرف وعن مولانا أمير المؤمنين المعتضد بالله زاده الله شرفا وتعظيما انتهى والفرق بين التسجيع والتجزئة اختلاف زنة أجزأئه ومجيئه على قافية واحدة من غير عدد معين محصور وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على التسجيع قوله فعال منتظم الأحوال مقتحم * الأهوال ملتزم بالله معتصم وبت العميان من لي بمستلم لليد معتصم * بالعيش لا مسئم يوما ولا سئم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي قوله كم قاتل بصحيح الجمع مقتحم * وقائل لنظيم السجع ملتزم قلت الذي يظهر لي أن الشيخ عز الدين لم يمش في نظم بديعيته مشي محقق لأنه تقرر عنده وعند