responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 432


مجبورا وأتبعناه بنوروز ما برح هذا الاسم بالسعد المؤيدي مكسوا دق قفا السودان فالراية البيضاء من كل قلع عليه وقبل ثغور الإسلام وأرشفها ريقه الحلو فمالت بأعطاف غصونها إليه وشبب خريره في الصعيد بالقصب ومد سبائكه الذهبية إلى جزيرة الذهب فضرب الناصرية واتصل بأم دينار وقلنا إنه صبغ بقوة لما جاء وعليه الاحمرار وأطال الله عمر زيادته فتردد الناس على الآثار وعمته البركة فأجرى سواقي مكة إلى أن غدت جنة تجري من تحتها الأنهار وحصن مشتهى الروضة في صدره وحنى عليه حنو المرضعات على الفطيم وأرشفه على ظمأ زلالا * ألذ من المدامة للنديم وراق مديد بحره لما انتظمت عليه تلك الأبيات وسقى الأرض سلافته الخمرية فخدمته بحلو النبات وأدخله إلى جنات النخيل والأعناب فالق النوى والحب فأرضع جنين النبت وأحيى لها أمهات العصف والأب وصافحته كفوف الموز فختمها بخواتيمه العقيقية ولبس الورد تشريفه وقال أرجو أن تكون شوكتي في أيامه قوية ونسي الزهري بحلاوة لقائه مرارة النوى وهامت به الشقراء فأرخت ضفائر فروعها عليه من شدة الهوا واستوفت الأشجار ما كان لها في ذمة الري من الديون ومازج الحوامض بحلاوته فهام الناس بالسكر والليمون وانجذب إليه الكباد وامتد ولكن قوي قوسه لما حظي منه بنصيب سهم لا يرد ولبس شربوش الأترج وترفع إلى أن لبس بعده التاج وفتح منشور الأرض لعلامته بسعة الرزق وقد نفذ أمره وراج فتناول معالم الشنبر وعلم بأقلامها ورسم لمحبوس كل سد بالإفراج وسرح بطائق السفن فخفقت بمخلق بشائره وأشار بأصابعه إلى قتل المحل فبادر الخصب إلى امتثال أوامره وحظي بالمعشوق وبلغ من كل أمنية مناه فلا سكن على البحر إلا تحرك ساكنه للمطالعة بعدما تفقه وأتقن باب المياه ومد شفاه أمواجه إلى تقبيل فم الحور وزاد بسرعته فاستحلى المصريون زائده على الفور ونزل بركة الحبش فدخل التكرور تحت طاعته وحمل على الجهات البحرية فكسر المنصورة وعلا على الطويلة بشهامته وأظهر في مسجد الخضر عين الحياة فأقر الله عينه وصار أهل دمياط في برزخ بين المالح وبينه وطلب المالح رده بالصدر وطعن في حلاوة شمائله فما شعر إلا وقد ركب عليه ونزل في ساحله وأمست واوات دوائره على وجنات الأرض عاطفة وثقلت أردافه على خصور الجواري فاضطربت كالخائفة ومال إليه باسق النخل فلثم طلعه وقبل سوالفه وأمست سود السفن كالحسنات في حمرة وجناته وكلما زاد زاد الله في حسناته فلا فقير سد إلا وحصل له من فيض نعمائه الفتوح ولا ميت خليج إلا عاش به ودبت فيه الروح ولكنه احمرت عيونه على الناس بزيادة وترفع فقال له المقياس عندي قبالة كل عين أصبع فنشر النيل أعلام قلوعه وحمل وله من ذلك الخرير زمجره ورام أن يهجم على عير بلاده فبادر إليه عزمنا المؤيدي وكسره وقد أثرنا المقر بهذه البشرى التي عم فضلها برا وبحرا وحدثناه عن البحر ولا حرج وشرحنا له حالا وصدرا ليأخذ حظه من هذه البشرى البحرية بالزيادة الوافرة وينشق من طيها نشراً فقد حملت له من طيبات ذلك النسيم أنفاسا عاطره والله تعالى يوصل بشائرنا الشريفة لسمعه الكريم لصير بها في كل وقت مشنفا ولا برح من نيلنا المبارك وانعامنا الشريف على كلا الحالين في وفا ومما انفردت بإنشائه رسالة السكين فإن الشيخ جمال الدين بن نباتة سبق إلى رسالة السيف والقلم وتقدمه أبو طاهر إسماعيل بن عبد الرزاق الأصفهاني إلى رسالة القوس وكتاب الإنشاء لا بد لهم من سكين فقلت وينهى وصول السكين التي قطع المملوك بها أوصال الجفاء وأضافها إلى الأدوية فحصل بها البرء والشفاء وتالله ما غابت إلا وصلت الألام من تعثرها إلى الجفاء زرقاء كم ظهر للبيض منها ألوان خرساء ومن العجائب أنها لسان كل عنوان ما شاهدها موسى إلا سجد في محراب النصاب وذل بعد أن خضعت له الرؤوس والرقاب كم أيقظت طرف القلم بعدما خط وعلى الحقيقة ما رؤي مثلها قط وكم

432

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 432
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست