responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 431


وأبو المهمات الذي شهر من العدة الكاملة في ميدان الفرسان سلاحهم وإليه انتهت الغاية فإنه ما برح يأتينا في وجيز تقريبه بالعجاب ويغنينا عن موضح القشيري فإنه يغذينا في إبانته باللباب اقتضت آراؤنا الشريفة أن نعيده إلى منال شرفه بعد التحجب وها هو قد ظهر ويتسلسل في أيامنا الشريفة عند الرواة حديث ابن عمر فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي المؤيدي السيفي لا زالت الشافعية في أيامه الشريفة بجلالهم في ترشيح بهجة وابتهاج وثبت الله القواعد وأقامها في ملكه عن التحرير ومشى الرعية فيها على أوضح منهاج أن تفوض إلى الجناب المشار إليه وظيفة كذا وكذا وقد وقع التمويه في الفروق بينه وبين الغير عن أهل التبصرة والهداية وهو نهاية المطلب وعيون المسائل وتاج رؤوسها والمذهب الذي تهذيبه في أدب القاضي كفاية وهو البحر الذي ما دخلنا بسيطه المبسوط إلا قالت التورية إنه في البسيط كامل ولا نظرنا إلى حليته الجلالية إلا غنينا عن المصباح بنوره الشامل وقد ميزناه على مناظريه لما أقروا له بالتعجيز وقرت عيون ابن البارزي نور الله ضريحه بهذا التمييز وألغينا ذكر علوم يجل قدره عن نسبتها إليه ولكن ثغور سيناتها تبسم عند ذكره وأفواه ميماتها تكثر الثناء عليه فليتلق ذلك فإنه العزيز عندنا والمنتقى لهذا التشريف الذي هو ديباجة رقمه وإذا ذكرنا الأصول فأصوله محفوظة وهو المعتمد عليه في التمهيد والمستصفى ببديع علمه ولو عاش ابن الحاجب ما تغزل في رفع حاجبه وخفض له جانبه وعلم أن جلالنا عين الإسلام فلم نرفع على العين حاجبه والوصايا كثيرة ولكن جواهر ذخائرنا تلتقط من إملائه وأماليه وهو جامع مختصراتها ومظهر زوائدها ببيانه ومعانيه لا زال حديث فضله يتسلسل مع الرواة ويسند ولا برح أجل من أوضح الرسالة في مسند محمد وأحمد ورسم لي في الأيام الشريفة المؤيدية سنة تسع عشرة وثمانمائة أن أنشئ رسالة بوفاء النيل المبارك لم أسبق إليها ولا حام طائر فكر عليها وأحضر مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصر محمد بن البارزي الجهني الشافعي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية تغمده الله بالرحمة والرضوان قطعة من إنشاء القاضي الفاضل بوفاء النيل وقرئت على المسامع الشريفة المؤيدية وحذرت من التعرض إلى شيء من ألفاظها ومعانيها فأنشأت رسالة حكم لأبي بكر بها على كل فاضل بالتقديم وإن كان لسان القلم قد طال فأنا أقطه ههنا تأدبا مع عبد الرحيم وقد وصلنا ههنا شمل القطعتين ليتفكه المتأمل في جنى الجنتين ويتنزه نظره في حدائق الروضتين ويطرب لسجع حمام الدوحتين قال القاضي الفاضل نعم الله سبحانه وتعالى من أصوبها بزوغا وأضفاها سبوغا وأصفاها ينبوعا وأسناها منفوعا وأمدها بحر مواهب وأضمنها حسن عواقب النعمة بالنيل المصري الذي يبسط الآمال ويقبضها مده وجزره ويربي النبات حجره ويجري على سواد الأرض بفضته البيضا ويهنأ بيده الخضبية نقب الجرب من الحربي ويحيى مطلعه أنواع الحيوان ويجني ثمرات الأرض صنوان وغير صنوان وينشر مطوي حريرها وينشر مواتها ويوضح معنى قوله تعالى وبارك فيها وقدر فيها أقواتها وكان وفاء النيل المبارك في تاريخ كذا وكذا فأسفر وجه الأرض وإن كان قد تنقب وأمن يوم بشراه من كان خائفا يترقب فرأينا الإبانة عن لطائف الله سبحانه وتعالى وقد حققت الظنون ووفت بالرزق المضمون إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقد أعلمناك لتوفي حقه من الإذاعة وتبعده من الإضاعه وتتصرف فيه على ما يصرفك من الطاعة وتشهر ما أورده البشير من البشرى بإبانته وتمده بإيصال رسمه إليه على عادته فقلت بعد الفاضل ونبدي لعلمه ظهور اية النيل المبارك الذي عاملنا الله فيه بالحسنى وزيادة وأجراه لنا في طرق الوفاء على أجمل عاده وحلق أصابعه ليزيل الإبهام فأعلن المسلمون بالشهادة كسر بمسرى فأصبح كل قلب بهذا الكسر

431

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست