وأبو المهمات الذي شهر من العدة الكاملة في ميدان الفرسان سلاحهم وإليه انتهت الغاية فإنه ما برح يأتينا في وجيز تقريبه بالعجاب ويغنينا عن موضح القشيري فإنه يغذينا في إبانته باللباب اقتضت آراؤنا الشريفة أن نعيده إلى منال شرفه بعد التحجب وها هو قد ظهر ويتسلسل في أيامنا الشريفة عند الرواة حديث ابن عمر فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي المولوي السلطاني الملكي المؤيدي السيفي لا زالت الشافعية في أيامه الشريفة بجلالهم في ترشيح بهجة وابتهاج وثبت الله القواعد وأقامها في ملكه عن التحرير ومشى الرعية فيها على أوضح منهاج أن تفوض إلى الجناب المشار إليه وظيفة كذا وكذا وقد وقع التمويه في الفروق بينه وبين الغير عن أهل التبصرة والهداية وهو نهاية المطلب وعيون المسائل وتاج رؤوسها والمذهب الذي تهذيبه في أدب القاضي كفاية وهو البحر الذي ما دخلنا بسيطه المبسوط إلا قالت التورية إنه في البسيط كامل ولا نظرنا إلى حليته الجلالية إلا غنينا عن المصباح بنوره الشامل وقد ميزناه على مناظريه لما أقروا له بالتعجيز وقرت عيون ابن البارزي نور الله ضريحه بهذا التمييز وألغينا ذكر علوم يجل قدره عن نسبتها إليه ولكن ثغور سيناتها تبسم عند ذكره وأفواه ميماتها تكثر الثناء عليه فليتلق ذلك فإنه العزيز عندنا والمنتقى لهذا التشريف الذي هو ديباجة رقمه وإذا ذكرنا الأصول فأصوله محفوظة وهو المعتمد عليه في التمهيد والمستصفى ببديع علمه ولو عاش ابن الحاجب ما تغزل في رفع حاجبه وخفض له جانبه وعلم أن جلالنا عين الإسلام فلم نرفع على العين حاجبه والوصايا كثيرة ولكن جواهر ذخائرنا تلتقط من إملائه وأماليه وهو جامع مختصراتها ومظهر زوائدها ببيانه ومعانيه لا زال حديث فضله يتسلسل مع الرواة ويسند ولا برح أجل من أوضح الرسالة في مسند محمد وأحمد ورسم لي في الأيام الشريفة المؤيدية سنة تسع عشرة وثمانمائة أن أنشئ رسالة بوفاء النيل المبارك لم أسبق إليها ولا حام طائر فكر عليها وأحضر مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصر محمد بن البارزي الجهني الشافعي صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية تغمده الله بالرحمة والرضوان قطعة من إنشاء القاضي الفاضل بوفاء النيل وقرئت على المسامع الشريفة المؤيدية وحذرت من التعرض إلى شيء من ألفاظها ومعانيها فأنشأت رسالة حكم لأبي بكر بها على كل فاضل بالتقديم وإن كان لسان القلم قد طال فأنا أقطه ههنا تأدبا مع عبد الرحيم وقد وصلنا ههنا شمل القطعتين ليتفكه المتأمل في جنى الجنتين ويتنزه نظره في حدائق الروضتين ويطرب لسجع حمام الدوحتين قال القاضي الفاضل نعم الله سبحانه وتعالى من أصوبها بزوغا وأضفاها سبوغا وأصفاها ينبوعا وأسناها منفوعا وأمدها بحر مواهب وأضمنها حسن عواقب النعمة بالنيل المصري الذي يبسط الآمال ويقبضها مده وجزره ويربي النبات حجره ويجري على سواد الأرض بفضته البيضا ويهنأ بيده الخضبية نقب الجرب من الحربي ويحيى مطلعه أنواع الحيوان ويجني ثمرات الأرض صنوان وغير صنوان وينشر مطوي حريرها وينشر مواتها ويوضح معنى قوله تعالى وبارك فيها وقدر فيها أقواتها وكان وفاء النيل المبارك في تاريخ كذا وكذا فأسفر وجه الأرض وإن كان قد تنقب وأمن يوم بشراه من كان خائفا يترقب فرأينا الإبانة عن لطائف الله سبحانه وتعالى وقد حققت الظنون ووفت بالرزق المضمون إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقد أعلمناك لتوفي حقه من الإذاعة وتبعده من الإضاعه وتتصرف فيه على ما يصرفك من الطاعة وتشهر ما أورده البشير من البشرى بإبانته وتمده بإيصال رسمه إليه على عادته فقلت بعد الفاضل ونبدي لعلمه ظهور اية النيل المبارك الذي عاملنا الله فيه بالحسنى وزيادة وأجراه لنا في طرق الوفاء على أجمل عاده وحلق أصابعه ليزيل الإبهام فأعلن المسلمون بالشهادة كسر بمسرى فأصبح كل قلب بهذا الكسر