responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 430


ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني * حتى أرى دولة الأنذال والسفل واعتلت كتب العلم فقالت وعيون سطورها باكية لعل إلمامة بالجذع ثانية * يدب منها نسيم البرء في عللي وأنشد لسان حال شيخ الإسلام وقطوف قربه دانية تقدمتني رجال كان شوطهم * وراء خطوي لو أمشي على مهل وأشار إلينا وقال وخواطرنا الشريفة بإشارته راضية لعله إن بدا فضلي ونقصهم * لعينه نام عنهم أو تنبه لي فتنبهنا له وقلنا لضده وقد أهبطناه من تلك الرتبة العالية فإن جنحت إليه فاتخذ نفقا * في الأرض أو سلما في الجو فاعتزل وكيف يطلب من نار خامدة هدى أو يجعل السراب ماء وإذا دعونا الري جاوبنا الصدى ويأبى الله أن يطابق سحبان بباقل أو يجاري فارس العلم براجل ومن يقل للمسك أين الشذى * كذبه في الحال من شما وتالله لقد زادنا بحجبه في غيوم العزل علما بعلو مقداره وكان عزلا أظلمت بسببه الدنيا إلى أن من الله على المسلمين بإبداره وقالت الأمة ذلك ما كنا نبغي واستوفى كل عالم شروط المحبة واستوعب وعلمنا أن الحكم العدل حكم بتقديم هذا الإمام بالموجب أنلنا وظيفته غيره فزلزلت الأرض زلزالها وقلنا يخف على قلبنا فأخرجت الأرض أثقالها وأظهرنا جلال العرب فأطلقوا أعنة بلاغتهم في ميادين الفصاحة وما أحقهم هنا بقول الفاضل وتناجدت أهل نجد فكل صاح يا صباحه وعلمنا أن هذا فضل رفل به أبناء العرب في حلل التقديم وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وامتلأ صحن جامع القلعة بحلاوة هذه البشرى وهلل مؤذنوه وذكروا طلعته الجلالية فكبروا وأنشدوا لو أن مشتاقا تكلف فوق ما * في وسعه لسعى إليك المنبر وأزهرت هذه البشرى في ربيع ولكنه ربيع الأبرار الذي نزه الله روحه وريحانه عن كل نمام وصان فيه المسلمين ممن يأكل أموال الناس بالباطل ويدلي بها إلى الحكام ونشر الله أعلام كتب العلم وزاد الله بالسيف المؤيدي إسعافها وكانت ستور الجهل قد أسبلت على التفاسير فأظهر السر للآي كشافها أما القراءات فهي في قرى شيخ الإسلام وفضله فيها عاصم من الجهل ونافع وأما الحديث فهو مجلي مبهماته بنور جلاله الساطع وأما العربية فقد ظهر بعد وعر العجم تسهيلها وشرعت بيوت العرب لشواهدها وأكرم نزيلها وأما المعاني فقد أظهر الله بيانها وجليت بها عروس الأفراح واهتدينا بنور جلالها ففتحت لنا أبوابها بغير مفتاح وأما المنطق فمقدمات منطقه العذب أرتنا نتائجه يقينا وأما العقليات فما رأينا لمن ناظره فيها في هذه المدة عقلا ولولا الحياء لقلنا ولا دينا وها هو قد نبه الفقه من سنة الغفلة بعدما أمرض الجهل عيونه وأرمد والحاوي أظهر ما حواه من العلم بعدما كان هلك أسى وتجلد والروضة أزهرت في حدائق هذه المسرة بين أوراقها فأينعت ومدت الشافعية أصول دوحتها فتفرعت وظهرت رفعة الرافعي في أفق كماله ونور الله ضريح الشافعي بنور سراجه وبهجة جلاله ولما كان الجناب الكريم الجلالي هو الذي ناظرناه بالغير فقال نور الشريعة وهو أشهر من نار على علم وما انتفاع أخي الدنيا بناظره * إذا استوت عنده الأنوار والظلم فعلمنا أنه حجة للشافعي الذي منه الاستقصاء وإليه منتهى السؤال وما أبدر في أفق درس إلا أزال ظلم الشك بأنواره وأسفر أبداره عن التتمة والإكمال وهو أبو العلماء الذي ولد من الأم أفراحهم

430

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست