الذي أوجب تأخير بيته عن المناظرة وقد تقرر أن الشاعر يريد في هذا النوع إظهار الركنين فلا يساعده الوزن فيعدل بحسن تصرفه إلى مرادفه وأراد الشيخ عز الدين أن يمشي على هذا الطريق فحصل له في الطريق عقلة فإنه قال وكافر يضمر الإحسان في عذل * كظلمة الليل عن ذا المعنوي عمي فالليل يسمى كافرا وهو الذي يستر الأشياء وكافر هنا بمعنى ساتر وهذا هو الركن الذي أضمره عز الدين ورادفه بالظلمة وكنى بها عنه فظهر منها جناس الإشارة بين كافر وكافر غير أن الوزن ما عصى على عز الدين حتى عدل إلى المرادف فلو أراد أن يبرز الركنين لكان الوزن داخلا تحت طاعته إذا قال وكافر يضمر الإحسان في عذل * ككافر الليل عن ذا المعنوي عمي ولما وقف مولانا الشيخ شهاب الدين بن حجر على هذا النوع قال هذا عزيز الوجود وأنشدني بعد أيام مولانا السلطان الملك المؤيد هذين البيتين وهما في نوع المضمر المقدم ذكره غاية وهما جمع الصفات الصالحات مليكنا * فغدا بنصر الحق منه مؤيدا كأبي الأمين برأيه وكجده * أني توجه وابن يحيى في الندى ومن نظمي في نوع الإشارة الغريبة قولي من جملة قصيد في سكر حماة وجناس ذاك السكر يحلو للورى * تحريفه ويروق في تشرين ففي صريح الجناس وتورية التحريف كنايتان لطيفتان يظهر منهما جناس الإشارة محرفا بين السكر والسكر والمراد بقولي يروق في تشرين أن عاصي حماة يروق في هذا الفصل إلى أن يرى قراره من أعالي شطوطه وهذه القصيدة كتبت بها من القاهرة المحروسة في عام ثماني عشرة وثمانمائة إلى مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري محمد بن البارزي كاتب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية وقد حل ركابه الكريم بحماة المحروسة وقالت شطوطها أهلا بعيش أخضر يتجدد وروى عاصيها بعد نار شوقه الكامل عن المبرد وعادت إلى عصر الشبيبة وقد شاهدت الملك المؤيد ومطلع القصيدة خلي التعلل في حمى يبرين * فهوى حماة هو الذي يبريني وأطع ولا تذكر مع العاصي حمى * ما في وراء النهر ما يرضيني أنا سائل والنهر فيها لذلي * ومع افتقاري نظرة تغنيني والنبت يضبطها بشكل معرب * لما يزيد الطير في التلحين والغصن يحكي النون في ميلانه * وخياله في الماء كالتنوين والله ما أنا آيس من قربها * بالله صدقني وخذ بيميني فالطرف قد أبقى بقايا أدمع * وهناك أجريها برجع أنيني فاحذر ملامي عند فيض مدامعي * فالدمع دمعي والعيون عيوني قالوا تسلى عن ثمار شطوطها * فأجبت لا والتين والزيتون يا لائمين على شريعتها لكم * في ذاك دينكم ولي أنا ديني فلنا على الأعراف من ريحانها * قصص أتت بتناسخ اليشنين وبشط شرعا يا لنا كم شرعت * أعوادها وتثقفت باللين لكن إذا اشتبكت رأيت الظل قد * ألقته مضطربا شبيه طعين وخيال ضوء الشمس في تدويره * يحكي فم الطعنات في التكوين وعيونها كم قال هدب نباتها * ما للبناني مثل شرح عيوني تلك المعالم والمعاهد بغيتي * بحماة لا الجيران من جيرون