responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 373


هذا في باب التورية المرشحة ولكن ذكروا في تكرير الترشيح هنا فائدة لم يكن لمكررها حلاوة وهي إذا قيل ما الفرق بين التورية والترشيح وقد جعلت مثاليهما واحدا قلت الفرق بينهما من وجهين أحدهما من أنواع البديع ما لا يحتاج إلى ترشيح وهي التورية المجردة المحضة والثاني أن الترشيح لا يختص بالتورية دون بقية الأبواب بل يعم المطابقة والاستعارة وغيرهما في كثير من الأبواب ألا ترى إلى قول أبي الطيب المتنبي وخفوق قلب لو رأيت لهيبه * يا جنتي لرأيت فيه جهنما فإن قوله يا جنتي رشحت لفظة جهنم للمطابقة ولو قال مكانها يا منيتي لم يكن في البيت مطابقة البتة وأما ترشيح الاستعارة فكقول بعض العرب إذا ما رأيت النسر عزى ابن دأية * وعشش في وكريه طارت له نفسي فإنه شبه الشيب بالنسر لاشتراكهما في البياض وشبه الشعر الأسود بابن دأية وهو الغراب لاشتراكهما في السواد واستعار التعشش من الطائر للشيب لما سماه نسرا ورشح به إلى ذكر الطيران الذي استعاره لنفسه من الطائر فقد ترشح باستعارة إلى استعارة ولولا خشية الإطالة لذكرت ترشيح التشبيه وترشيح غيره من الأنواع وبيت الشيخ صفي الدين الحلي يقول فيه عن النبي إن حل أرض أناس شد أزرهم * بما أباح لهم من حط وزرهم لفظه شد في البيت للشيخ صفي الدين رشحت لفظة حل للمطابقة ولو أبقاها على حالها في معنى الحلول لم يكن في البيت مطابقة البتة والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته قوله في الفتح ضم من الأنصار شملهم * جبرا لكسر بترشيح من الرحم الترشيح في بيت الشيخ عز الدين ظاهر فإنه رشح الفتح للتورية بصريح الضم ورشح الضم للتورية بذكر الكسر وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي يس زادت على لقمان حكمته * وبان ترشيحه في نون والقلم فذكر لقمان رشح يس للتورية وذكر نون والقلم رشح لقمان للتورية والفرق بين قولي وبان ترشيحه في نون والقلم وبين قول الشيخ عز الدين بترشيح من الرحم ظاهر وأما سهولة التركيب وعذوبة الانسجام وتمكين القافية فلم أحتج معهما إلى إقامة دليل والله تعالى أعلم ( ذكر العنوان ) به العصا أثمرت عزا لصاحبها * موسى وكم قد محت عنوان سحرهم هذا النوع أعني العنوان هو أن يأخذ المتكلم في غرض له من وصف أو فخر أو مدح أو ذم أو عتاب أو غير ذلك ثم يأتي لقصد تكميله بألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة وقصص مبالغة كقول أبي تمام لأحمد بن أبي داود تثبت أن قولا كان زورا * أتى النعمان قبلك عن زياد فأثر بين حي بني جلاح * لدى حرب وبين بني مصاد وغادر في صدور الدهر قتلي * بني بدر على ذات الأصاد فأتى بعنوان يشير إلى قصة النابغة حين وشى به الواشون إلى النعمان فجر ذلك حروبا انطوت عليها قطعة من الدهر وذكر في البيت الثالث عنوانا آخر أشار فيه إلى ما جرى بين بني عبس وبين بني بدر على غدير ذات الأصاد وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته والعاقب الحبر في نجران لاح له * يوم التباهل عقبى زلة القدم الشيخ صفي الدين أشار بعنوانه إلى عبد المسيح عالم النصارى حين قال لهم النبي يوم التباهل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله

373

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست