responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 374


على الكاذبين وكان قد خرج النبي محتضنا الحسين أخذا بيد الحسن عليهما السلام وفاطمة تمشي خلفهما سلام الله عليهم أجمعين فحين رآهم العاقب قال للنصارى لا تباهلوا محمدا فإني أرى معه وجوها لو أقسم على الله أن يزيل بها الجبال لأزالها فانصرفوا وقبلوا الجزية والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله بشرى المسيح أتت عنوان دعوته * وقبله كل هاد صادق القدم وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي هبه العصا أثمرت عزا لصاحبها * موسى وكم قد محت عنوان سحرهم هذا البيت عنوانه ظاهر لم يحتج فيه إلى شرح ولكن التورية في العنوان وترشيحها بلفظة محت لا يخفي ما فيها من المحاسن لأنها اسم النوع الذي هو القصد هنا وأما قولي به العصا أثمرت فهي مناسبة ليس لها في الحسن مناسب ( ذكر التسهيم ) كذا الخليل بتسهيم الدعاء به * أصابهم ونجا من حر نارهم هذا النوع مأخوذ من الثوب المسهم وهو الذي يدل أحد سهامه على الآخر الذي قبله لكون لونه يقتضي أن يليه لون مخصوص به لمجاورة اللون الذي قبله ومن المؤلفين من جعل التسهيم والترشيح شيئا واحدا والفرق بينهما أن الترشيح لا يدل على غير القافية والتسهيم تارة بدل على عجز البيت وتارة يدل على ما دون العجز وتعريفه أن يتقدم من الكلام ما يدل على ما يتأخر تارة بالمعنى وتارة باللفظ كأبيات أخت عمرو ذي الكلب فإن الحذاق بمعاني الشعر وتأليفه يعلمون معنى قولها فأقسم يا عمرو لو نبهاك يقتضي أن يكون تمامه إذا نبها منك داء عضالا دون غيره من القوافي لأنه لو قال مكان داء عضالا ليثا غضوبا أو أفعى قتولا أو ما ناسب ذلك لكان الداء العضال أبلغ إذ كل منهما ممكن مغالبته والتوقي منه والداء العضال لا دواء له هذا مما يعرف بالمعنى وأما ما يدل على الثاني دلالة لفظية فهو قولها بعده إذا نبها ليث عريسة * مقيتا مفيدا نفوسا ومالا وكذلك قولها وخرق تجاوزت مجهولة * بوجناء حرف تشكي الكلالا فكنت النهار به شمسه يقتضي أن يتلوه وكن دجا الليل فيه الهلالا ومنه قول البحتري أحلت دمي من غير جرم وحرمت * بلا سبب يوم اللقاء كلامي فليس الذي قد حللت بمحلل ومن هنا يعرف المتأدب أن تمامه وليس الذي قد حرمت بحرام وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته قوله كذاك يونس ناجى ربه فنجى * من بطن حوت له في اليم ملتقم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته يقول فيه عن النبي تسهيمه في الوغى حسم لمتصل * تسليمه في الرضا وصل لمحتشم قلت الشيخ عز الدين رماه التسهيم في العكس فتشوش إذ صار كل من النوعين يتجاذبه وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي كذا الخليل بتسهيم الدعاء به * أصابهم ونجا من حر نارهم لفظة التسهيم في هذا البيت انحصر فيها ثلاثة أنواع أحدها تسمية النوع والثاني الاستعارة

374

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست